بيروت اليوم

دياب المربك فكّر بالاستقالة الى أن وصل كورونا…

ما كان ينقص حكومة الرئيس حسان دياب الا ان يداهمها تفشي فيروس “كورونا”، حتى يزيد الطين بلّة، ويضاف التحدّي الصحي الى مجمل التحديات التي أعلنت مواجهتها…

وقبل ان تصل الحكومة الى هذه المرحلة، كان الرئيس حسان دياب يشعر بالضيق، و بحسب مصادر مطلعة كان قد اجرى مشاورات حثيثة في الايام الاخيرة من خلال وزير الخارجية ناصيف حتّي لجهة جسّ نبض بعض الدول حول امكانية تلقّف اي مبادرة قد يطلقها باتجاهها تبدأ بجولة الى عدد من الدول العربية، ولكن حتّي وعلى الرغم من علاقاته مع الدول العربية التي كان قد نسجها في موقعه في جامعة الدول العربية، لم ينجح في تحقيق هذا الهدف.

ابلغ المعنيين

وافادت المصادر ان الرئيس دياب ابلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وجميع المعنيين بالحكومة بمن فيهم “حزب الله” بهذا الجو القاتم، بأن لا استقبال ولا مساعدات، ولا تجاوب قبل ان تُظهر الحكومة جدية في العمل.

وهنا تشير المصادر الى ان دياب الذي كان يراهن على ان يكون توليه السلطة على غرار الرئيس نجيب ميقاتي، حين ألّف حكومته الثانية في العام 2011، يرفض ان تتكرّر معه تجربة الرئيس الراحل رشيد الصلح حين اندلعت حرب العام 1975 حين تولى الحكومة.

واعتبرت المصادر ان الوضع الراهن يشبه في خطورته تلك الحقبة، والحرب لا تعني بالضرورة قصف ومدفع بل انها سقوط الدولة… ولا احد ينكر ان الوضع في لبنان يتّجه نحو المزيد من الانهيار والتدهور…

… الملف الصحي

وفي هذا السياق، اشارت المصادر الى انه في وقت كان دياب يدرس كل الاحتمالات الممكنة، ومن ضمنها الاستقالة، جاء تفشّي فيروس كورونا ليفرمل العديد من المساعي التي كانت قائمة…

وردا على سؤال، قالت المصادر: الرئيس دياب يعتبر ان اقفال الأبواب في الداخل والخارج مردّه لحركة او لطيف الرئيس سعد الحريري، الذي يؤدي الى الخربطة.. في حين ان الواقع الحقيقي للأزمة هو هوية “حزب الله” التي تطبع الحكومة… لا بل المسيطرة عليها من الملفات الاقتصادية وصولا الى الملف الصحي!

واعتبر المصدر ان كل تعويل على دور يمكن ان يقوم به “حزب الله” على غرار ما كان سائدا في العام 2011، لم يعد متاحا اليوم، بدءا من العقوبات الاميركية التي تزداد حدّة وما يترافق معها من قيود تكبّل حركته… وصولا الى المزيد من التدهور الذي اصاب علاقته مع عدد من الاطراف الداخلية والخارجية.

كلام قاسم

واعتبرت المصادر ان ما زاد الوضع سوءا بالنسبة الى علاقات لبنان الخارجية، هو موقف “حزب الله” على لسان نائب الامين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي نسف كل امكانية للتعاون مع صندوق النقد الدولي في حين ان الاخير هو زنبرك الحياة الاقتصادية والمالية في كافة العالم، فكيف اذا بالنسبة الى لبنان الذي دخل فعليا مرحلة الانهيار.

وتعليقا على الاتصالات الاوروبية الحاصلة مع رئاسة الحكومة، وصفتها المصادر بـ”الخجولة”، قائلة: لا الألماني ولا الفرنسي يمكن ان يصرف دولارا واحداً في لبنان دون موافقة الاميركي، ولا يمكن ايضا لهذه الدول الدخول الى الملعب اللبناني دون حاضنة عربية…

المصدر : وكالة أخبار اليوم