بيروت اليوم

“أبو علي” شوفير التاكسي الذي هزّ اللبنانيين هديل “اختلست” صورته، ليتفاجأ بها على فيسبوك…وردة فعله “يرضى عليكي …خربتي الدنيا يا عمو”

يُعاجل الشهيق بالزفير، دفعة بنزين وجرعة “أوكسيجين”، ويمضي “أبو علي” نحو رزقه …هو السيّد حامد سليمان، ابن بلدة عاصون في الضنية، الذي هزّت صورته مواقع التواصل الإجتماعي.

والجندية المجهولة التي التقطت الصورة هي راكبة استقلت تاكسي السيد حامد، أدهشتها عزيمته، حيث كان يضع ماكينة الأوكسيجين ، “فاختسلت” صورة له ونشرتها بحسب ما أفادت لبنت جبيل.أورغ.

يعاني السيد حامد، البالغ من العمر 66 عاماً من تلف في الرئتين، الأمر الذي يحتّم عليه استعمال ماكينة الأوكسيجين بشكل متواصل. تقول زوجته لبنت جبيل.أورغ أنهم تفاجؤا بالصورة المنشورة، إذ لم يكونوا على علم بها، إلا بعد أن توالت الإتصالات من معارفهم وأبناء البلدة. وتتابع “خبرونا، ففتحنا فيسبوك وشفنا الصورة”!

وعن وضعه الطبي تتحدث، ومعالم القناعة والرضا في طيات كلامها. تجيب أنه وصل إلى ما هو عليه منذ حوالي السنتين ونصف، حيث تطورت حالته وبات بحاجة للماكينة 24/24، بعدما كان يستخدمها لساعات محددة فقط.

“بدا متعباً” تقول الشابة هديل، التي التقطت صورته، متأثرةً بعزيمته. وتروي لبنت جبيل.أورغ أنها استقلت التاكسي في منطقة القبة، وحين شاهدت ماكينة الأوكسيجين،

راودتها الكثير من الأسئلة، إلا أنها لم تجرؤ على طرحها، معلّلةً ” شو بدي اسألو؟ شو جابرك تشتغل عالتاكسي؟ ليه ما بتقعد ترتاح ببيتك؟ أو يمكن المفروض استغرب انو معقول ما عندك ضمان شيخوخة يا عم!”

وصلت الشابة إلى المكان المنشود “عاليمين لو سمحت”، ترجلت من السيارة وفي جعبتها صورة التقطتها له خلسة والكثير من التساؤلات.

نشرت هديل، وهي محامية، لم تتجاوز الـ23 عاماً، الصورة عبر حسابها على فيسبوك. وبعد تداولها أخبرها أحدهم عن اسمه ومكان سكنه فزارته، لتتعرف عليه عن كثب. وتقول أنه لما علم أنها الراكبة “ناشرة الصورة”،

قال لها “ايه اتذكرتك لك شو عملتي يا عمو والله انا ما بحب كون تقيل على حدا”، وتابع مردداً “الله يرضى عليكي…خربتي الدنيا ياعمو”.

يأبى السيد حامد إلا أن يكسب قوته من عرق جبينه، يحفر مع كل شهيق وزفير درب مشقة لنيل الرزق الحلال دون منة من أحد. فهو والد لثلاثة أبناء، أعمارهم بين الـ8 والـ 18، لا يزالوا يتابعون دراستهم. كما أنه له 7 أبناء من زواج سابق.

لا يتذمر، رغم عدم وجود تغطية ضمان إجتماعي أو وزارة. ولا يتذمر من كلفة الدواء الشهرية التي تبلغ 400 ألف ليرة و100 ألف ثمن استئجار ماكينة الأوكسيجين، وفاتورة كهرباء تصل إلى حد الـ150 ألف،

وفاتورة اشتراك تتجاوز الـ200 ألف ليرة بسبب الماكينية. كل هذه المبالغ متوجبة عليه، ولم نذكر بعد المصروف الروتيني للعائلة من مأكل وملبس وتعليم! كل هذا على عاتق “أبو علي” ويسألونه عن سر الصورة!
داليا بوصي – بنت جبيل.أورغ