بيروت اليوم

‘حسرة بقلبي يا امي من 5 سنين اجي شمك وبوس ايديك’ | الشابة ‘مايا بحسون’ تمنت ولكن… ولدت طفلتها زينب ورحلت عن طفلتيها وزوجها

“حسرة بقلبي يا امي اجي وشوفك، شمك، وبوس ايديك”… آخر ما تمنته “مايا”… غنوجة البيت وصاحبة الضحكة الاروع والوجه البشوش… كملاك من فرح يتراقص على أنغام البهجة حلت في بيت أهلها حتى نبض قلبها شغفاً بشريك حياتها “علي شعبان”…

تزوجا وسافرا ككل ثنائي لبناني لا أمل لهما بحياة كريمة في لبنان منذ حوالي الـ10 سنوات… أنجبت طفلتيها وتمنت ربما أن يرزقها الله بأخ يكون سنداً لهما بعد أبيهما، فجاءتها “زينب”…

وضعتها جزلة شاكرة ربها على نعمة الطفلة الجميلة ولكن… تدهورت حالتها الصحية ورحلت “مايا” بعيداً عن امها، بعيداً عن احبائها، بعيداً عن زوجها وبناتها الثلاثة بعد يومين من انجابها فقط وحلت الفجيعة…

قد يكون ملك الموت ارتقى بروح الأم الوالدة برقة وحنو…. فكم من قصة سمعنا أن الجنة تحت اقدام الامهات وأن الام بعد ولادتها تقف عند ابواب الجنة تغشاها انوار الرحمن حتى يكبر رضيعها…

ولكن سكرات الموت تغلغلت بوحشية في قلوب جميع من أحبوا الشابة مايا بحسون شعبان (31 سنة)…. ما توقعوا ان اتصالهم بها للتهنئة بمولودتها “زينب” سيلقى اصداء النواح والعويل….

فـ”مايا” رحلت لتكون ملاكاً حارساً لأطفالها…. لتحتضن بأنامل من نور طفلة رضيعة ما هنئت بعد بدفء لمساتها ولم تغفُ على عذب صوتها وهي تهدهدها لتنام على صدرها….

لن تلتقط الصور بعد اليوم مع طفلتيها الجميلتين ولن تتلقى بعد اليوم اطراءات لجمالهما…. فـ”مايا” أغمضت عيناها المشتاقتان لوطنها ولحضن أمها ورحلت… توقف قلبها عن النبض وفي قلبها حسرة اللقاء…

لن تراسل “مايا” بعد اليوم أحباءها في كل صباح… لن ترسل لهم رسائل الامل والسعادة… لن تبعث فيهم شوقاً لأجوائها المرحة… فـ”مايا” التي ما احبت البكاء يوماً أبكت قلوب أحبائها حتى نزفت عيونهم من طيب ذكريات معها استحالت خناجر تطعن في مشاعرهم حتى يصدحوا بآهات اللوعة والفرقة…

“مايا” عروس الدار ستعود يوم الخميس بثوبها الابيض البارد في نعش موحش… لن تركض لتقبل يد امها… بل عائلتها المفجوعة برحيلها الغادر هي التي ستلثم من جميل محياها آخر لحظات اللقاء…

كان الله في عون قلب فقد على مضض أحبة… فالموت راحة لنفس الفقيدة ولوعة وآلام لنفوس الاحبة يقتلهم في كل يوم ويحرق بشرارة الايام غض الأمل…

يا صور