بيروت اليوم

“جبران وزير سعد رئيس… جبران مش وزير سعد مش رئيس”

“ليبانون ديبايت” – صفاء درويش

رمت استقالة الرئيس سعد الحريري غير المنسقة مع شركائه في الحكم بثقلها على المشهد السياسي وسط ارتياب من الخطوة التي يبدو أنّها مدعومة دوليًا وتوجّس من رغبة الحريري في فضّ التسوية الرئاسية والتخلّي عن أحد أبرز داعميه منذ احتجازه بالسعودية وحتى اليوم، أي حزب الله

هذه الأجواء ترمي بظلالها على الإستشارات النيابية الملزمة المزمع عقدها في قصر بعبدا بعد انتهاء رئيس الجمهورية من اتصالاته الممهدة لها وشعوره أن الأجواء باتت سليمة ومستقرة وجاهزة لمثل هكذا خطوة دستورية تمهّد لبدء مراسم تشكيل الحكومة.

في هذا الإطار، تشير المعلومات الى أن حزب الله، الممتعض من استقالة الحريري غير المدروسة، لم يقرّر حتى الساعة تسمية أي شخصية لتكليفها رئاسة الحكومة إلّا أنّه يتّجه لعدم تسمية الرئيس الحريري.

هذا التوجّه يتقاطع بشكل كبير مع أجواء التيار الوطني الحر التي ترى ان شرط عدم توزير رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل محاولة لكسرها وإلباسها كل الفساد المستشري منذ ثلاثين عامًا وهو ما يجافي الحقيقة.

وتؤكد مصادر مقرّبة من التيار أن باسيل غير متمسك بالتوزير وليس لديه أي مشكلة بتسمية ممثلين عن تكتل لبنان القوي.

وفي هذا الإطار، يبدو أن محاولة الحريري كسر باسيل ستؤدي لقيام معادلة جديدة قوامها “جبران وزير سعد رئيس – جبران مش وزير سعد مش رئيس” وهو الأمر الذي قد يطيل أمد الفراغ.

على صعيد باقي التيارات، يلفت مصدر متابع للإتصالات عن ارتياح كبير يسود بين الفرقاء بالتعامل مع الرئيس ميشال عون وحرصه الشديد على الخروج من الأزمة الحالية بحلول حقيقية وجذرية ترضي الناس ولا تخيّب آمالهم.

هذا الإلتفاف، يؤكد المصدر أنه ينبع من أن عون يمثل الوجه المسيحي المشرقي المعتدل.

هذه النظرة تولّدت بعد ممارسات البعض الطائفية الإقصائية حكوميًا واستغلال البعض الآخر للشارع لإعادة التذكير بقوته على الأرض واستعادة مشاهد قطع الطرقات وطلب الخوّات، غامزًا من قناة “القوات اللبنانية”.

مصدر قيادي قواتي، رد عبر “ليبانون ديبايت”، معتبرًا أن “التصويب على القوات ليس إلّا محاولة لتسييس الحراك الشعبي وحرفه عن مطالبه الأساسية”.

ورأى المصدر أن “شعبية القوات اللبنانية اليوم هي في تصاعدٍ مستمر نتيجة تصالحها مع نفسها”، مذكّرًا أن “السير بملاحظات القوات الإصلاحية داخل الحكومة كان ليوفّر على لبنان ما يمرّ به اليوم”.

وأكّد المصدر أن “القوّات اللبنانية تطالب بحكومة تكنوقراط ترعى حصول انتخابات نيابية مبكرة تترجم رفض الناس لشكل المؤسسات الرسمية الحالية”.

وعلى صعيد تسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، لم تتخذ كتلة الجمهورية القوية بعد قرارها النهائي في هذا الإطار حيث تُبقي اجتماعاتها مفتوحة بانتظار دعوة رئيس الجمهورية الكتل للإستشارات النيابية.

وبحسب المشهد يبدو أن ما زرعه المستقبل من خلال الضغط في الشارع لم يحصد منه حتى الساعة ما يضمن عودة الحريري إلى الحكومة، فهل يعود أنصاره إلى الشارع أم سيكون للإتصالات السياسية كلمةٌ أخرى؟