بيروت اليوم

بعد وعود بنتائج سريعة لطلاب الامتحانات الرسمية… فمتى سيتم الافراج عنها وماذا عن نسب النجاح حتى الساعة؟!

“يبدو أن الأجواء الإيجابية التي كانت تعول عليها وزارة التربية في انتهاء تصحيح مسابقات الشهادة الثانوية وإعلان النتائج في منتصف الشهر الحالي تبددت. فقد كان من المفترض أن ينتهي تصحيح المسابقات اليوم السبت في 7 آب، ليصار إلى التدقيق فيها وإعادة فرزها الأسبوع المقبل، لتخرج النتائج بعد أقل من عشرة أيام. لكن هناك نقص كبير في مصححي بعض المواد في المناطق، ما دفع اللجان الفاحصة إلى إرسال بعض المسابقات إلى بيروت.

علامات كاملة
وإذا كانت أعمال التصحيح التي جرت تؤكد أن نسب النجاح ستكون مرتفعة، بعد انجاز تصحيح المواد الاختيارية ونحو نصف المواد الأساسية لمختلف الاختصاصات، إلا أن الإشكالية التي عرضتها “المدن” في تقرير سابق، لاقت صداً عند اللجان الفاحصة. فثمة مسابقات كانت سهلة جداً، حتى على الطلاب الذين لم يدرسوا جيداً. وهناك طلاب كثر أجابوا على جميع الأسئلة، ويستحقون الحصول على علامة كاملة. لكن تقرر في اللجان عدم منح الطلاب علامة كاملة، وطلب من المصححين البحث عن أي خطأ، حتى لو لغوي أو إملائي، كي لا يضعوا علامة كاملة. لكن بعد تقرير “المدن”، أعادت اللجان النظر بهذا الظلم الذي لحق بالطلاب المستحقين، بعدما أحدث هذا الأمر جلبة بين الأساتذة والطلاب وأهلهم. وبات المصححون يضعون علامات كاملة في حال كان الطالب مستحقاً. وخففت اللجان من التشدد السابق في مختلف المواد بهذا الخصوص، وفق مصادر “المدن”.

تأخر التصحيح
انتهت اللجان من المواد الاختيارية يوم أمس ولم يبق إلا بعض التدقيق الذي يفترض أن ينتهي اليوم لمواد التاريخ والتربية والجغرافيا والفلسفة لاختصاص العلوم، إضافة إلى مادة الفيزياء وكيمياء وعلوم الحياة في اختصاص الاقتصاد. لكن ما زال تصحيح مسابقات مواد الاختصاص لكل الفروع مثل اللغات والفلسفة والمواد العلمية غير منجزة، وتم تصحيح نحو نصف المسابقات فقط.
ويعود السبب في هذا التأخير إلى أن الطلاب الذين اختاروا المواد الاختيارية موزعين على مواد مختلفة قلصت عدد المسابقات، بينما عدد جميع الطلاب الذين تقدموا إلى الامتحانات ويمتحنون في المواد الأساسية يقدر بنحو 43 ألف طالب، موزعين على مختلف الاختصاصات، أي العلوم العامة وعلوم الحياة والاقتصاد والاجتماع والانسانيات.

ووفق مصادر “المدن” هناك نقص كبير في مصححي اللغات الأجنبية بشكل أساسي وفي المواد العلمية مثل الرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة. وذلك بسبب تمنع الأساتذة عن المشاركة في أعمال التصحيح، التي اعتبرها الأساتذة بمثابة عمل بالسخرة.

الوزارة تحث الأساتذة
إلى ذلك تواجه الوزارة مشكلة في اختيار المدققين. فبسبب تمنع الأساتذة عن المشاركة في أعمال الامتحانات، تم اختيار مصححين ومدققين كيفما اتفق. ووفق مصادر متابعة هناك مدققون توقفوا عن أعمال التدريس منذ أكثر من 15 سنة، وبالتالي نسوا المادة التي كانوا يدرّسونها ولا يملكون أي كفاءة للتدقيق في المسابقات بعد المصححين، حتى لو كانت هناك معايير يجب أن يتبعوها.

لذا، ولحث المصححين على بذل المزيد من المجهود وإنجاز أعمال التصحيح، أرسلت وزارة التربية رسالة إلى الثانويات ووزعها المدراء على الأساتذة، أكدت فيها أن “مديرية التعليم الثانوي تتوجه إلى جميع الزملاء الأساتذة والمربّين في لبنان بكل عبارات التقدير على ما قدموه من جهد وتضحية، وعلى ما بذلوه من جهود كبيرة في سبيل استكمال هذه السّنة الدراسية الاستثنائية على جميع الأصعدة الاقتصادية والمعيشيّة والصحيّة والاجتماعية المرهقة التي رافقتها”. وأضافت الرسالة أنها “تعول عليكم على صعيد متابعة هذه الجهود والاضطلاع بمسؤولياتكم التربوية والوطنية لجهة حث جميع الزملاء على المشاركة في أعمال التصحيح وإصدار نتائج الشهادة الثانوية العامة لإنجاز هذا الاستحقاق على أكمل وجه”.

أسبوع إضافي
أعمال التصحيح ستطول وقد لا تنتهي قبل نهاية الأسبوع المقبل. حتى أن المصححين سيعملون يوم غد الأحد لكسب المزيد من الوقت.

وفي المناطق تجد اللجان صعوبة في تحفيز الأساتذة للقدوم إلى المراكز. ففي صيدا لم تنته أعمال تصحيح عدد من مواد اختصاص الاقتصاد، وسيضطر المصححون إلى العمل يوم غد الأحد للانتهاء منها، ليعودوا إلى تصحيح مواد اختصاص العلوم يوم الإثنين، لأن عدد الطلاب في هذا الاختصاص كبير. كما أنه يوجد نحو ست أساتذة لتصحيح مادة الفيزياء، وهو غير كاف. واضطرت اللجان إلى ارسال مادة اللغة الإنكليزية إلى مركز التصحيح في بيروت بسبب عدم وجود مصححين.

هذه الأسباب اللوجستية أدت إلى تأخير عملية تصحيح المسابقات. وهذا ينعكس على إعلان النتائج، الذي سيتأخر نحو أسبوع إضافي للتدقيق بالمسابقات وإعادة فرزها. لكنها لن تؤثر على النتائج ونسب النجاح العالية التي سيحصل عليها الطلاب، بعد التساهل في طرح أسئلة الامتحانات وفي وضع معايير التصحيح.

المصدر: وليد حسين-المدن