بيروت اليوم

بعد حرق الأب نفسه بسبب قسط المدرسة | اعلامية لبنانية تنشر…طردتني ‘الريسة’ من مدرسة خاصة ثم حرمت من الامتحان الرسمي بسبب 100 ألف ليرة… كنا فقراء حتى اني سرقت منقوشة زعتر!!!’

على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نشرت الاعلامية “روى سابا” المنشور التالي:

أذكرُ جيداً الخجل الذي كان يعتريني، كلّما كانت “ريسة” مدرسة القلبين الأقدسين تمنعني من دخول الصف – وتحتجزني في غرفة الإدارة – قبل أن يأتي أهلي ويأخذاني إلى المنزل، لأنهما لم يدفعا القسط هذا الفصل. تكرّر حدوث ذلك لسنوات.

كانت المناداة تتمّ بالفرنسية طبعاً (وبالمناسبة كنا مُلزمين، نحن الطلاب، بالتحدث مع بعض خلال الفرص بالفرنسية؛ أو نحصل على ما كان يُسمّى بال Signal، وهنا العقاب الأكبر) المناداة كانت بما يُشبه التالي: “رُوى لبرّا. مش دافعة”.

كنا فقراء.
لاحقاً، حين نُقلتُ إلى مدرسةٍ رسمية (بسبب عدم تحمّل أهلي تكاليف المدرسة الخاصة) عشتُ التجربة نفسها. طُردتُ من المدرسة الرسمية، ومُنعتُ من تقديم الشهادة المتوسطة، لأننا لم نتمكّن من تأمين مبلغٍ يساوي المائة ألف ليرة ربما. فاضطُررتُ إلى إعادة السنة الدراسية في العام التالي.

كنا فقراء. فقراء بشكلٍ لن يستوعبه المدعو غطاس خوري.
كنا فقراء لدرجة أننا كنا ننام ليالٍ كثيرة، من دون عشاء، مع شعورٍ رهيب بالجوع. سمعتُ أمي تردّد، ذات مرّة أمام إحدى الجارات، إنها محظوظة بولدين “قَنوعين” غير متطلّبين. وهذه حقيقة.

لم نكن نطلب ألعاباً أو ملابس أو حتى طعاماً. لكن لاحقاً، سرقتُ مرّتين. وهذا مرتبط بالحرمان طبعاً. أعتقد أننا لم نكن – أخي وأنا – أن نزيد الضغط على والدي ووالدتي، فكنا لا نتطلّب.

في المرّة الأولى، سرقتُ حِلى (حلق ربما، لا أذكر جيداً) من غرفة إبنة عمّي أمّول. شعرتْ ماما بالخجل من تصرُّف ابنتها الصغيرة، ورأيتها تبكي بسبب ما قمتُ به.

في المرّة الثانية، كنتُ في سنتي الجامعية الأولى. يومياً، كنا – صديقتي كارول وأنا – تحصل كل واحدةٍ منّا على ألف ليرةٍ لبنانية من أهلها. ألفٌ ندفعها للباص العمومي (كانت التذكرة ب ٥٠٠ ليرة)، والثانية لمنقوشة الزعتر، التي كنا نتقاسمها مع “بونجيسة الهرم”، من كافيتريا الجامعة خلال الاستراحة.

يومها، كنتُ أبيتُ في منزلها ولم أحصل على الألف خاصتي. فدفعنا “ألف كارول” للباص، لكننا شعرنا بالجوع. فسرقنا منقوشة الزعتر، أو ربما شيءٌ آخر (لا اذكر جيداً، ذكريني كيكي).

كنا فقراء لدرجة أن ماما اتصلت بي في أحد الأيام، وكنتُ في مساكن الطلبة، لتسألني “كيفك”؟ فأجبتها “جوعانة”.
كنا فقراء يا أستاذ غطاس. واحزر شو؟ كمان ما كان مبيَّن علينا.