بيروت اليوم

بعد أيام من تخرجه، رصاصة في الراس تودي بحياة المهندس الشاب ‘رامي’

“تحت عنوان “دفع المهندس رامي حياته ثمن السلاح المتفلت… والخشية من جولة جديدة لحرب “الحطب” في عكار”، كتبت اسرار شبارو في النهار:

ضحية جديدة خسرت حياتها في الأمس بسبب السلاح المتفلت في لبنان، فمن أجل الحطب دارت معركة شرسة بين بلدتين في عكار (فنيدق وعكار العتيقة)، دفع ثمنها شاب لا علاقة له بالإشكال لا من قريب أو بعيد، ذنبه الوحيد أنه أراد الترفيه في بلد لا مكان فيه للراحة… سقط رامي البعريني شهيداً بعد أيام من تخرجه من الجامعة اللبنانية مهندساً مدنياً، وقبل أن يتسنى له السفر إلى الخارج، كانت رحلته الأخيرة داخل وطن لا أمان فيه لأبنائه.

طلقات حاقدة
لم تكد عائلة البعريني تفرح بتخرج ابنها من الجامعة، حتى صعقت بخبر وفاته، هو الذي كما قال قريبه وابن مختار بلدة فنيدق أحمد البعريني: “كان في نزهة مع أصدقائه في عين الجوز، حين فوجئوا بشبان يطلبون منهم المغادرة، توجهوا إلى سيارتهم للانطلاق، واذ بالرصاص ينهمر عليهم، أصيب رامي بطلقة في رأسه توفي على أثرها على الفور، كما أصيب صديقاه”. وأضاف: “نقل الشبان الثلاثة إلى مستشفى الحبتور في حرار حيث أعلن الأطباء مفارقة رامي الحياة”.
ما حصل كما أفاد أحمد: “فاجعة كبيرة، فلافتة تهنئة رامي بتخرجه لا تزال مرفوعة في ساحة فنيدق، والدته منهارة وكذلك والده، أشقاؤه في حالة صدمة، فالشاب الآدمي، الهادئ والخلوق قتل ظلماً”. وعن الوضع الآن في فنيدق قال: “نعيش في حالة هدوء حذر، لا نعلم إلى أين ستتجه الأوضاع”.

خشية من انفلات الوضع
رئيس بلدية فنيدق سميح عبد الحي أكد لـ”النهار” أنه “بعد اجتماع موسع اتخذ قرار بدفن جثمان رامي، بعد أن كان رفض بداية”. موضحاً: “نريد تخفيف الاحتقان من خلال سحب الطرف الآخر مسلحيه، على أن تضع الدولة يدها على كل مفاصل الحادثة، فنحن لا نحب الدماء ولا نحب أن نفسد حياتنا ونعرُض عضلاتنا على بعضنا ونحن في أمس الحاجة للقمة العيش ولقارورة الغاز وصفيحة البنزين”.
وعن السلاح المتفلت “ناشد قائد الجيش والأجهزة الأمنية وضع اليد على الموضوع”. وعما إن كان يخشى من انفلات الوضع مجدداً أجاب: “طبعاً”، لافتاً إلى انه “أسرنا 7 شبان من عكار العتيقة، سلمنا 6 الى الجيش، وبقي علي درويش العسكري المتقاعد الذي كان يحمل سلاحاً والذي كان على مقربة من مسرح #جريمة قتل رامي البعريني واعترف بوجود ثلاث مجموعات وانه كان في مجموعة مؤلفة من 20 شخصاً على تلة محددة إضافة إلى معلومات أخرى”.

انتشار مسلح
وعما إن كان قطع الحطب يستأهل معركة شرح: “كلا، فعندما اتصل رئيس بلدية عكار العتيقة محمد خليل بي وأبلغني بقيام أشخاص من فنيدق بقطع الحطب من الوادي الأسود العائد عقارياً لعكار العتيقة، فوراً أرسلت شرطي بلدية وموظفاً ورجلاً مسنّاً وجميعهم غير مسلحين، وصلوا إلى هناك فوجدوا حريق شجرة صغيرة، بدأوا تجميع الماء بالغالونات لعدم وجود دفاع مدني لدينا، كما صادروا الحطب وهموا بتسطير محضر ضبط، وإذ بهم يواجهون بالرصاص، ما دفعني إلى الاتصال بخليل، فكان جوابه أن ليس لديه من يطلق النار، إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه، ولا يزال المسلحون من الطرف الآخر منتشرين في المناطق الحساسة”.

دعاة سلام
من جانبه قال رئيس بلدية عكار العتيقة محمد خليل لـ”النهار”: إن “إطلاق النار حصل من جهة مجهولة”. وشرح: “علمنا بوجود آليات لقطع الحطب من الوادي الآسود، توجه عناصر من شرطة البلدية غير مسلحين، طلبوا من الشباب المغادرة، ولكن حصل إطلاق النار، واتصل كل طرف بأهله، ليكبر الإشكال، لكن المؤكد أننا لم نبادر إلى إطلاق النار”. وطالب بأن “يضع الجيش اللبناني يده على الموضوع، فنحن دعاة سلام”.