منوعات

بالصور المؤسفة | الأم «شيماء» وطفلتها الرضيعة (4 أشهر) تعيش في الشارع

المصدر : اليوم السابع

وجه صبوح تراه كل يوم فى الشوارع الرئيسية ، سيدة لم تتجاوز عامها الأربعين، تحمل طفلتها الرضيعة التى لم يتعد عمرها 4 أشهر، فوق كتفها تارة يسارا وأخرى يمينا، قد يأخذ الريح اللفة التى تلفها بها، يمنحها الله التوازن حتى لا تسقط الرضيعة على الأرض.

فى شارع ممتد بين مدرستين بمدينة العاشر من رمضان، كانت تنحنى وتلملم الأوراق المتطايرة على جانبى الطريق، للوهلة الأولى تظنها إحدى السيدات اللاتى تجبن المنطقة لجمع زجاجات البلاستيك أو الكانزات من صناديق القمامة لتبيعها، لكن بقليل من التركيز تدرك أنها فقط تجمع الأوراق والأكياس المتطايرة، لأنها ببساطة عاملة نظافة بجهاز العاشر من العمالة المؤقتة التى تعمل باليومية.

إنها شيماء عبد الله، من إحدى قرى محافظة الشرقية، جاءت لمدينة العاشر من رمضان بحثا عن لقمة عيش حلال، بعد أن ضن عليها الزمن بالأهل، كبنات قريتها جميعا، كانت تعمل فى جمع المحاصيل من المزارع من عزب البشوات والأراضى الزراعية المجاورة لمحافظة الشرقية، ربما كانت إحدى عاملات التراحيل التى تخرج مع أول نور للفجر طلبا للرزق، حاملة معها منديل العيش والجبن القريش.

وقالت الأم لـ”اليوم السابع”: أنا بلم الزبالة من الشارع لأنى شغالة فى الجهاز، وليس معى أحد حتى أترك له ابنتى وتوفى والدها وأنا حامل فيها”.

شيماء بمجرد نظرك لوجهها يمكنك أن تلمح هموم المارة جميعا فى نظرتها، لا يرتفع وجهها من على الأرض، وبكلمات بسيطة تضم كل حكمة الحياة والمواقف تقول: “كلنا خدامين أكل عيشنا، واللقمة الحلال بالدنيا، وعمر الشغل ماكان عيب”، بهذه الكلمات البسيطة لخصت مشوار حياتها.

وتكمل شيماء: “أبويا مات وأنا صغيرة وكان عندى 4 أشقاء رحلوا عن البلدة وتركونى وحدى، وكبرت وجهزت نفسى وتزوجت، لكن القدر كان أقوى وكأن فراق الأحبة أصبح نصيبا، ودلونى ولاد الحلال على العاشر للعمل فيها، واستأجرت غرفة ليه أنا وبنتى، وأخرج مع الفجر زى زمان، ثم أذهب لمنطقة شغلى وآخذ أدواتى وربنا يقوينى”.. شيماء كل حلمها 4 جدران وسقف ومهنة ثابتة تكفيها شر الزمن.

اترك ردا