بعيدًا عن حالة اليأس التي يعيشها عدد كبير من الشباب اللبناني جراء الأزمات المتلاحقة في لبنان والتي سدت في وجهه العديد من الفرص، إلا أن ثمة أشخاصًا لا يزالون يقولون “نحن نستحق الحياة”. ثمة أشخاص لا يزالون يتحدون، يقفون في وجه الصعوبات ويصنعون قوة من الضعف وأملًا من الألم وحلولًا من المشكلات، ولا يرون حدودًا لطموحهم الذي لا يشيخ.

هكذا هي الحال مع الشابة اللبنانية والناشطة البيئية كارولين شبطيني التي رفعت هذه المرة اسم لبنان عاليًا من جمهورية بنين في أفريقيا بعد دخولها في “غينيس: للمرة الخامسة.

أكبر مجسم بلاستيكي بالعالم
وتمكنت شبطيني مساء الخميس من الدخول في “غينيس: للمرة الخامسة بعد نجاحها بصنع أكبر مجسم بلاستيكي في العالم على شكل كرة أرضية تظهر 63 علمًا لدول العالم إضافة إلى ما تظهره من رموز طبية.
ولفتت شبطيني في حديث مع “لبنان 24” إلى أن “هدف مشروع الكرة الأرضية هو شكر الطاقم الطبي بمختلف أشكاله نظرًا لدوره النبيل والكبير بالأخص خلال السنوات الماضية بعد كورونا”، مشيرة إلى رسالة ثانية تود إيصالها من خلال هذا العمل تكمن “بالإضاءة على أن المغترب اللبناني موجود في مختلف بقاع العالم وهو ينجز ويعمل ويساهم بنهضة البلاد الموجود فيها”.
وبدأت شبطيني العمل على المشروع منذ عام في لبنان، قائلة: “لقد تبنى فكرتي السيد طوني شاغوري الذي يعمل في جمهورية بنين في أفريقيا فحصلت على التمويل من قبله لإبراز المشروع هناك لكنه توفى قبل أن أنجز العمل فاستمر الدعم من قبل عائلته لكي تحقق حلمه”.
وقالت: “لقد نظمنا حفلًا الخميس في بنين لمعرفة النتيجة وفوجئت كثيرًا بحضور عدد من وزراء ونواب الدولة وممثل للرئيس إضافة إلى سفراء الدول التي برزت أعلامها في المشروع”.

أوّل امرأة عربية تحصد 3 جوائز من “غينيس” بسنة واحدة
وقبل الجائزة الخامسة من “غينيس”، تمكنت شبطيني من الحصول على 3 جوائز متتالية من الموسوعة العالمية في سنة واحدة فقط لتصبح حينها أول امرأة عربية تحصل على جائزة “غينيس” 3 مرات في عام واحد.
وفي هذا الإطار قالت: “أول مشروع لي كان في كانون الأول 2019 وهو عبارة عن أكبر شجرة ميلاد بالعالم مصنوعة من 140 ألف علبة بلاستيكية في شكا في لبنان وكان طولها 28.5 أمتار وقد تمكنت خلال المشروع من كسر الرقم المسجل للمكسيك ومن بعدها في أيار 2020 وتزامنًا مع شهر رمضان المبارك أنجزت أكبر هلال مصنوع من 500 ألف قطعة بلاستيكية وكسرت خلاله رقم اليابان”. وأضافت: “ثم في كانون الأول 2020 صنعت أكبر علم دولة في العالم وهو علم لبنان من أدوات بلاستيكية مختلفة يعاد تدويرها “.

رقمان قياسيان خلال شهرين
وبعد تلك الإنجازات عادت شبطيني لتحقق رقميين قياسيين جديدين خلال شهرين فقط، لافتة إلى أنها “في آذار الماضي من هذا العام حصلت على الجائزة الرابعة في “غينيس” بالتعاون مع شركة سوني في دبي التي أرادت الدخول في الموسوعة وترويج لعبة البلايستايشن الجديدة horizon forbidden west التي أرادت أن تطلقها فاستعانت بي وصنعت أكبر موزاييك للعبة ب 260 مترًا مربعًا مصنوعة أيضًا من قطع بلاستيكية وقد تمكنت من إنجازها بمدة 7 أيام فقط”، لتعود وتتكمن الخميس من الحصول على الجائزة الخامسة.

الهدف الأبرز… بيئي
وأكدت شبطيني أن “هناك العديد من الأشخاص يدخلون إلى غينيس لأفكار غير هادفة ولكن بالنسبة لي فدخولي في غينيس يثبتني كامرأة لا تأخذ كامل حقوقها في العالم العربي، ولكن يبقى الهدف الأكبر ييئيا بامتياز إذ أريد أن أبعث رسالة تتمثل بأن النفايات البلاستيكية التي نرميها نستطيع أن نستفيد منها وها أنا أصنع منها فنًا مثلًا وأعيد تدويرها ، كما أن الأموال التي أحصل عليها يتم التبرع بها للأطفال المصابين بالسرطان”، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هذه المشاريع تشجع المواطنين والمتابعين على عدم الاستسلام.

وتخطط شبطيني لمشاريع أخرى تلبي طموحاتها وترفع اسم بلدها لبنان أكثر في عالم النجاح.

المصدر : أيسر نور الدين- لبنان 24