بيروت اليوم

باسل بري في اطلالته الاعلامية الاولى | أمين عام جامعة فينيسيا يركز حالياً على العمل مع الشباب في حركة امل وترشحه للانتخابات غير مطروح

هي دردشة لا مقابلة. لم يحن أوان المقابلات، كما يبدو. دردشة نحاول من خلالها أن نتعرّف على نجل رئيس مجلس النواب اللبناني، وهو شخصيّة مجهولة بالنسبة الى كثيرين.

درس باسل نبيه بري في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة الأميركيّة وفي الجامعة الأميركيّة في بيروت. عاند كونداليزا رايس، التي كانت أستاذته، في حصصها، وظلّ محافظاً على لكنته الجنوبيّة التي تظهر في بعض العبارات التي يقولها، لتشكّل دليلاً إضافيّاً: هذا ابن نبيه بري.

يسهل اكتشاف شخصيّة باسل بري، وفيها مزيج من والدَيه، رئيس مجلس النوّاب والسيّدة رندة بري. متواضع، يسهل معه كسر الحواجز سريعاً. يريد أن يصنع شخصيّة لنفسه، ولو أنّه يفتخر بأنّه نجل رجل استثنائي تعلّم منه الكثير، من الحرفنة السياسيّة الى الانضباط في المواعيد، وصولاً الى هذه البساطة في التعاطي مع الأخرين، وهي سمة الكثير من أبناء الجنوب، مهما بلغوا من موقع.

كان ينوي دراسة الحقوق، ولكن عدم توفّرها في الجامعة الأميركيّة في بيروت دفعه الى تغيير الاختصاص. يقول: “لو درست في الجامعة اللبنانيّة، من كان ليصدّق أنّني لا أنجح بالواسطة”.

يبدو باسل بري متحفّظاً عند الكلام عن طموحه السياسي. يقول إنّ خيار الترشّح الى الانتخابات النيابيّة غير مطروح. “الله يطوّل بعمر الرئيس، هو لا يهدأ ولا يرتاح ويملأ كلّ فراغ”.

ويضيف: “تركيزي حاليّاً على العمل داخل “الحركة”، وخصوصاً مع الشباب، وقد أنجزنا الكثير، تحديداً في فترة ما بعد الانتخابات النيابيّة التي شهدت بعض التراخي لأنّ الفوز فيها كان محسوماً، وقيل حينها، على سبيل الطرافة، إنّنا فزنا بعدد نوّاب أكبر من عدد المرشّحين”.

لا يشغل باسل بري أيّ موقع رسمي في حركة “أمل” حاليّاً، ولكنّه يتفرّغ للعمل فيها الى جانب موقعه كأمين عام جامعة “فينيسيا” التي أسّسها والداه وتشهد تطوّراً كبيراً وتستوعب عدداً كبيراً من الطلاب الجنوبيّين غير القادرين على سداد أقساطهم الجامعيّة.

وقد انشغل باسل بري، في الأسابيع القليلة الماضية بالتحضير الميداني لمهرجان ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر، ورافق شباب “الحركة” الذين قصدوا موقع المهرجان في أحد الباصات، للتشديد على أنّه واحد منهم، واجتاحت صوره حسابات شباب “أمل” على مواقع التواصل الاجتماعي.

علماً أنّ بري الشاب لم يكن يبالي، حتى في فترة الاغتيالات السياسيّة وتوجيه الرسائل بالتصفيات، بالاحتياطات الأمنيّة وكان يتنقّل بسيّارته بمفردها ويسلّمها أحياناً الى “الفاليه باركنغ”، ما دفع بأحد أفراد العائلة الى رفع شكوى عليه عند الرئيس بري.

لم يطرح رئيس مجلس النواب نبيه بري مسألة توريثه في الإعلام، ويقول المقرّبون إنّه لا يتناولها حتى في مجالسه، ويقطع الطريق فوراً على من يفاتحه بالموضوع. الأمر نفسه يردّده نجله باسل. “نحن نعمل لمشروع وليس لمنصب” يقول. ويضيف: “لا أحد غير الرئيس (ويقصد والده) قادر على طرح موضوع إلغاء الطائفيّة السياسيّة، وهنا ميزتنا التي نتسلّح بها”.

ويبدو بري الإبن حريصاً على تحسين صورة “الحركة”، مشيراً الى “جهودٍ يجب أن تُبذل على هذا الصعيد، خصوصاً في الإعلام، والبناء على تفوّقنا على مواقع التواصل الاجتماعي”.

هي الإطلالة الإعلاميّة الأولى لباسل نبيه بري، ولو عبر السطور. قد يُختصر بصفات الواعد، المثقّف، المنفتح والمتواضع. وهذه صفات قد لا تتوفّر دائماً عند أبناء الزعماء.

المصدر : MTV