المصدر : عبير محفوظ – فادي اندس
دقائق قليلة وسيحتضن تراب بلدة عين بعال الجنوبية جثمان الطفل البشوش محمد… دقائق قليلة وسيرويها والداه بدموع الحسرة والأسى…قبل أن تصبح لهما مزاراً لطفل مدلل هالهما برحيل مبكر أفجعهما كما جميع الأهل والأحبة….
أمام منزله، كان الطفل محمد زكريا صبرا (4 سنوات) يلعب مع أترابه، عندما وقعت الحادثة الاليمة قبل اسبوعين تقريباً. حادث أليم أدى لاطباق طاولة على راسه،
تسبب باصابات بليغة نقل على اثرها الى احدى مستشفيات صيدا على وجه السرعة، حيث قدمت له الاسعافات الاولية اللازمة ثم تم نقله لاحدى مستشفيات العاصمة بيروت لمتابعة العلاج في غرفة العناية المركزة.
ابتسامة محمد، التي لطالما أزهرت فرحاً في حياة والديه وشقيقتيه، حاولت ان تقاوم الألم وأن تتحدى المعاناة وتصمد في مقابل تدهور حالته الصحية… الا أنه اسلم الروح فجر اليوم لينهي بذلك فصلاً أليماً من فصول حياة خطفه منها القدر قبل أن تطول أيامها…
سريره الذي احتضنه لاشهر قليلة سيغدو بارداً اليوم ولن يدفئه لهيب الحزن والفجيعة…. ألعابه التي طربت كل يوم لجزل ضحكاته الرقيقة سترمى في زاوية غرفة لن يملأها بعد اليوم فرحاً وحبا للحياة…. فـ”محمد” رحل ليكون في السماء كما كان على الأرض ملاكاً من ملائكة الرحمن….
