بيروت اليوم

الطفلة آلاء (13 سنة) | قاومت السرطان 3 مرات بابتسامتها الساحرة، لطالما مسحت دموع والدتها وقوّتها وتمنت لقاء السيد حسن نصر الله… هذا آخر ما نشرته لمرضى السرطان قبل رحيلها بأيام قليلة!!

المصدر : عبير محفوظ

كم نكره الموت في تلك اللحظات…. حين يأتينا الخبر المفجع… نشعر بأزيز مروع عندما يستل سيفه المسلول ويقبض على روح من نحب، فيستل معها ذكرياتنا وآمالنا وأحلامنا معهم….

ثم نفكر مرة أخرى لندرك أن للموت ملاكاً من ملائكة الرحمن، ما كان ليجرؤ على براءتهم ونقائهم لو لم يكن لهم واعداً بجنان ورياض أبهى وأروع من دنيا جرعتهم الالم علقماً…. وهكذا كان وقع خبر وفاة الطفلة البقاعية المولد اللبنانية الروح آلاء دلول (13 سنة)…

نجمة مشهورة هي كما تمنت دوماً أن تكون… لطالما حلت ضيفة في البرامج الحوارية اللبنانية… على صغر سنها، لفتت بجرأتها وحيويتها وحبها للحياة أنظار الجميع وباتت محط اعجابهم وتقديرهم… فهي الطفلة التي زلزل السرطان كيانها مرة ومثنى وثلاث… حرمها شعرها الاسود الحالك مرات…

ولكنه عاد ليزين سحر اطلالتها… أطلت “بلا شعرها” وتحدثت بكل قوة وصلابة عن مرضها… فعبق أريج سحرها في نفوس الكبار قبل الصغار الذين اتخذوا من قصتها مثالاً يحتذى…

فآلاء لطالما كانت مصدر القوة والالهام لكل من احتاجها…. هي التي كانت تكفكف دموع والدتها اذا ما رأتها انهمرت في ضعف… هي تلك التي تشد من عزيمة أطبائها وتعدهم أنها ستتحسن وأنها ستقاوم السرطان حتى تطرده ذليلاً خائباً وتسطر لهم آية جديدة من معجزات الحب…

هي المناضلة في سبيل الحياة السعيدة والحياة البعيدة عن براثن الشفقة… فلونت أيامها برسومات زاهية الالوان أغدقت عليها من مشاعر جياشة كانت تنتابها فتحولها لوحات أخاذة كان آخرها ما نشرته في 5 شباط 2019 أي قبل 11 يوماً من وفاتها مرفقة بعبارة: “بتمنى كل مرضى الـCancer يشفو <3 “….

تراقص شغفها على مفاتيح التحدي، فطرب الجميع لسحر ما عزفته أناملها الرقيقة وأبهجت كل من رأى جسدها الندي يتمايل جزلاً…. ولكن كأن بها تستفز ذاك الخبيث حتى يتسلل دنساً الى جسدها الفتي الطاهر…

وكانت جولته الرابعة…. أصابها في جسد قد أنهكه الصبر والجلد… حتى ما عاد في هذه الدنيا الغادرة ما يسترضيها لتبقى… فأسلمت الروح وقد نثرت عبير محبتها في قلوب الكثيرين….

رحلت كطيف من نور ما طمس وهجها مرارة الألم…. حلقت آلاء لتكون ملاكاً حارساً لمئات الاطفال المصابين بالسرطان ممن بثت الامل فيهم وشجعتهم ليقاوموا المرض وينتصروا….

برحيل آلاء لن نسأل المسؤولين عن أسباب ارتفاع وفيات اطفالنا بالسرطان… لن نسألهم عن تلوث مياهنا وهوائنا ومأكلنا… لن نسألهم عن جودة دوائنا الذي قد يكون هو من يقتلنا…

فنواقيس الخطر قد اهترأ نحاسها ونحن نقرعها… اليوم ارتقت “آلاء” لتتكئ على وسائد من نور ورحمة تمسح عنها غبار الأنين… فوداعاً أيتها المناضلة من أجل الأمل… وداعاً آلاء….