بيروت اليوم

الصورة الأخيرة لفقيد الشباب مهدي (20 سنة) | حلم بـ “جعفر الطيار”، أجهش بالبكاء في المجلس العاشورائي في مسجد الحسين (ع)، وخرج ليقضي في حادث السير المروع

وكأن بملك الموت المفجع أقسم على اللبنانيين أن لا تطمئن صدورهم من صيحاته وأن تهب عليهم رياح سكراته أينما حلوا…. كلما مررت ببلدة هنا أو مدينة هناك، باتت تستقبلك صور متشحة بسواد الأسى ولوعة الفرقة لشبان وشابات قضوا في ربيع العمر في حوادث السير المروعة….

فاحتار هذا الوطن أيداوي جراح مقيميه أم يلتفت ليحتضن ثراه من عادوا اليه بعد سنوات طويلة من الغربة في نعش بارد مظلم….

فجعت الجالية اللبنانية اليوم في تورونتو في كندا بوفاة فقيد الشباب الغالي المرحوم مهدي حيدر رمال (20 سنة، من بلدة العديسة الجنوبية) متأثرا بجراح اصابته في حادث سير مروع تعرض له ليل امس.

وفي التفاصيل، فان مهدي، الذي حجز لنفسه المجلس الأقرب لخطيب المنبر الحسيني، كعادته في كل ليلة، زار مسجد الامام الحسين (ع) لاحياء المجلس الحسيني في ليلة السابع من محرم… كل من عرفه عرف دماثة أخلاقه ونبله وكرامته العزيزة، الا أنه في تلك الليلة فاجأهم يجهش بالبكاء أكثر من ذي قبل…

فهو كان قد أخبر قريبته عن رؤياه التي ابصر فيها “جعفر الطيار” (جعفر بن ابي طالب، شقيق الامام علي (ع) الأكبر وابن عم الرسول محمد (ص) الذي قطعت يديه في احدى الحروب).

انتهى المجلس، وغادره مهدي ليعود الى منزله الذي لطالما حلم أن يجمع فيه اقاربه من لبنان ومن دبي ومن استراليا ليعيشوا اسرة واحدة سعيدة….

وفجأة، وقع حادث التصادم بين دراجته النارةية وسيارة من نوع SUV قرابة الساعة 12:15 في التوقيت المحلي في جادة لورنس الشرقية، شرقي منتزهات “وادي دون” كما أفادت غرفة عمليات شرطة “تورنتو”. فاصيب “مهدي” اصابات بليغة في رأسه أدت لوفاته على الفور…

في مجلس الليلة الثامنة من محرم، سيفتقد مسجد الحسين (ع) جليسه مهدي…. ولن تملأ فراغ غيابه سوى آهات الأحبة يستذكرونه ويمنون النفس الصبر أسوة بمصاب آل بيت رسول الله (ص)… لن تبدل من مأساة رحيله المبكر اي ابتسامة كان يرسمها بروحه المحبة للحياة والحالمة بغد أفضل….

موقعنا وقد آلمه النبأ المؤسف يتقدم من ذوي الفقيد الغالي بأحر التعازي القلبية سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمهم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

عبير محفوظ _ يا صور