بيروت اليوم

الشاب محمود (17 سنة) | قاوم السرطان ببسمة وحب للحياة… ساعد كثر ثم رحل بصمت… هذا آخر ما نشره عن السرطان على صفحته

المصدر : ريم الأمين-علي سعيد

في وطن القهر والأوجاع، اختار السرطان أن يكون رفيق درب العديد.. ينتقي صغار السن ويخطف ما تبقى في أرواحهم من عنفوان وحبٍ للحياة.

آخر ضحاياه إبن بلدة سلعا الجنوبية.. وحيدٌ بين أخواته الفتيات الثلاث..

صبيٌ بعمر الورود (17سنة)، مضى على تحمله لأوجاعه سنة ونصف السنة مع خبيثٍ اختار رأسه موطناً له…

من يعاين حياة هذا الصبي يجدها من الأنقى والأصفى، يتلقى تعليمه في ثانوية تبنين الرسمية وينخرط في العمل الكشفي بكل شغفٍ، فهو جزءٌ من كشافة الإمام المهدي (عج)..

من يزور صفحة محمود على مواقع التواصل الإجتماعي يجد أن آخر ما نشره هو فيديو تحت عنوان:” 25 مليار ليرة بدل تمثيل هدايا للوزراء، و 0 ليرة لمرضى السرطان”.. في عتابٍ ربما ما قصده، وجه أصابع الاتهام لدولةٍ لا تحترم أدنى حقوق الفرد، تتركه في كل لحظاته حتى الأخيرة منها دون أن يرف جفنٌ لواحدٍ من مسؤوليها.

رحل محمود في خفيةٍ، هو الوجه الضحوك، الطاهر، النقي.. تدهورت حالته في الفترة الأخيرة، ودع الأهل والأحباب بسرعةٍ وارتحل إلى الرفيق الأعلى.

فراش محمود سيبرد الليلة، وطاولته في الصف ستبقى فارغةً بعد اليوم.. سيفتقده كل من عرفه، وستتحول ضحكاته إلى صدىً لن يسمعه إلا كل محب.. ستعدو الأيام دون وجوده، وستغفو عيونٌ كثيرة مليئة بالدموع على بعده..

ملاك الجنة الصغير، كم أحبك الله حتى انتقى أن يكون رحيلك أبكر من غيرك.. 17 ربيعاً قضاهم على أرض الدنيا وعمرٌ لا يُعد ولا يُحصى سيقضيه محمود في جنة الخلود..

لا اللوم ينفع اليوم ولا الوعيد، فالصغير رحل مع الملائكة بعيداً.. سافرت روحه واختارت السماء آخر ارتحالٍ لها وكأني بها تقول: ما كانت الأرض يوماً موطناً لي..

اترك ردا