بيروت اليوم

الشاب رامي مغنية (٢١ سنة) | قاوم السرطان وانتصر عليه… ليغدره القدر ويخطفه في حادث سير مروع

المصدر : عبير محفوظ – حسن عكر

نولد في هذه الحياة وتستقبلنا تلك البسمة الرقيقة… يضمنا حضن ام دافئ عانى ما عانى حتى ولدنا… ثم ترعانا عيناها وتترقرق دمعا الهيا تباهيا بفرحنا ومواساة لحزننا…

تطبطب على راسنا النعس يد اب حفر التعب في راحتي كفيه بمسامير الصبر ما سيبقى للابد ذكرى على مسير كفاح…

ولكن عيني “ام علي”، والدة الشاب رامي حسين مغنية، ما جف دمعها يسيل قطرات من حزن واسى منذ ليل الامس ثم يجف لهول الصدمة ورفض لواقع اليم مفجع …

وحضنها استوحش فقيدها الذي خسرته في “لحظة” فنامت ذكرى ابتسامته الفتية ممزوجة بمشهد دموي مروع خطفه…. يدا والده الذي حلم باليوم الذي يضمه خريجا ويزفه عريسا ستحمله في نعش موحش بارد الى مثواه الاخير….

ف “رامي” الذي كافح السرطان وانتصر عليه من اجل احبائه، رحل في حادث سير مروع فجر اليوم الاول من العام الجديد…

ليلة راس السنة كانت لتكون كسواها ولكن… قدر مشؤوم حط الرحال على ذلك المنزل المغمور بحب وحنان من فيه ومحبتهم لبعضهم البعض…سهرة عائلية خلت من “الكريب” الذي يفضله البعض…

فاصر الشباب ان تكتمل السهرة وتكون المائدة على قدر تطلعات الاحبة… ركبوا سيارتهم وانطلقوا من بلدة طيردبا الجنوبية نحو صور…ووقعت الكارثة…

اصطدمت السيارة بسياج بستان ثم بالرصيف على جانب الطريق، لتستقر عاموديا على عامود كهرباء… فتوفي رامي وقريبه محمد عكر على الفور بينما اصيب الصديقان بجراح….

رحيل “رامي” صدم الجميع في طيردبا والجوار كما في صور وفي مكان عمله في بيروت… فهو المعروف بروحه المعطرة ببركة الايمان والتقوى، دماثة اخلاقه وطيبة قلبه ومساعدته لجميع من احتاجه…

وهو الاوسط بين ابناء ثلاثة لاب كادح يعمل بجد ليؤمن حياة كريمة لعائلته… ولكن… كل هذا لا يشفع للحظة الموت المحتم متى ما آن اوانها…. فرحل “رامي” لتكون راس السنة ذكرى حزينة الى الابد في قلوب من سيفتقدونه وهم كثر…