بيروت اليوم

السرطان يفتك بصبايا في ربيع العمر ويحرمهن فرحة الحياة…..والمسؤولون أبعد ما يكونون عن المبادرة للتفكير بالاسباب والحلول!!

المصدر : ريم الأمين

كمسلسلٍ هو، لا يكاد يغيب طرف حلقته الأسبوعية حتى يطل طرف الحلقة الثانية. بات يخطف دون إنذارٍ.

الخبيث الذي نتهامس اسمه خوفاً منه، نقول توجساً بين بعضنا “هداك المرض”، فمن كان يسمع قبل الآن عن إصابة شبانٍ وشاباتٍ به؟

ومن كان يسمع عن هذا العدد المهول من الإصابات؟

ولكن القصة ليست هنا وحسب، ففي الآونة الأخيرة بات لا يُمهل جسد مريضه أكثر من أسابيع معدودة.

وهنا طرح السؤال نفسه: ما السبب الذي قد جعل هذا الأخير يستشري ويفتك كيفما يريد؟

كثيرةٌ هي الإجابات التي تلبي الطلب..

فكيف لا يفتك وقد صُنف لبنان من البلاد الأكثر تلوثاً.. فلا حلول منظورة لأزمة النفايات التي افترشت الطرقات لفتراتٍ طويلة، ولا لروائحها المُنبعثة التي تمتزج مع الهواء الذي نستنشقه كل يومٍ!

أضف على ذلك مخلفات الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز من العام 2006، فمن خَبٍر العدو الإسرائيلي ودناءته يعلم جيداً أنه يستثمر حروبه حتى بعد انقضائها..

وللأسف، بعد كل ما يحصل بنا كشعبٍ لبنانيٍ اعتاد أن ينشد النشيد الوطني كل يوم ويحفظه عن ظهر قلب، بات يُقتل تحت اسم هذا الوطن كل يوم.

وإليكم ثلة من الأسماء التي قضت خلال هذه الفترة الأخيرة جراء هذا المرض: أمل مراد من عيترون، عبير سليمان من كفركلا، ماجدة نور الدين من برج قلاوي، نجيبة بزيع من زبقين، نعمت جابر من النبطية، رجاء فقيه من طيردبا.

وإذا ما أردنا التغاضي عن هذا الشق قليلاً، فنعود إلى إسقاط اقتراح تمويل أدوية السرطان، فالنتيجة تقول بأن الجمعيات تحصل على تمويلٍ يصل إلى 500 مليار ليرة، أما عند السؤال حول تأمين مصاريف لأدوية السرطان
فالجواب “لا أموال في الخزينة!”..

بتنا نعيش في بلدٍ نموت فيه كل يومٍ بفعل الضغوطات المعيشية، ونموت فيه بفعل الأمراض التي يُثقل كاهلنا بها، وعند لحظات أوجاعنا الأخيرة لا يقوم حتى بتضميد جراحنا!

الإستقلال اقترب، وسنحتفل به فرحين، وسننشد كلنا للوطن، وسيقتلنا الوطن بعدها!..

اترك ردا