بيروت اليوم

الرئيس سعد الحريري يعلن | ‘ما بقى عندي شي’ !!

تحت عنوان الحريري: “ما بقى عندي شي”، كتبت راكيل عتيق في “الجمهورية”: عاد رئيس الحكومة سعد الحريري من الخارج من دون أن يحمل في جعبته حلّاً لأزمة التعطيل الحكومي، بل استُقبل بخبر تجميد رئيس مجلس النواب نبيه بري العمل على خطّ الحلحلة، وبتصعيد وتأجيج جديد للأزمة الناجمة عن حادثة قبرشمون.

لذلك، إنّ رئيس الحكومة اليوم في مرحلةِ إعتكاف، إذ لا حلَّ آخرَ بين يديه. حاله مثل الحال التي تُجسّدها الأغنية الرحبانية في مسرحية “جبال الصوّان”: “ويقولولي هاجر شو ناطر… وناطر…”، إذ إنّ كثيرين يقولون له: “استقيل شو ناطر”، وهو ينتظر.

لم يتبقَّ للحريري كي يواجِه كرئيس حكومة إلّا صلاحية دعوة الحكومة إلى الإنعقاد، المُناطة به حسب الدستور، لكن حتى امتناعه عن الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء لا يعكس رغبته الحقيقية. فلقد قدّم “كلّ شيء” ليصل إلى مرحلة التوافق في الحكومة والسير بما يلزم لتنفيذ مؤتمر “سيدر”، خشبة الإنقاذ الوحيدة المتوافرة بالنسبة إليه.

إلّا أنّ تداعيات حادثة قبرشمون إلى تصاعد ولا بوادر حلحلة قريبة لهذه الأزمة. لذلك قرّر الحريري الإعتكاف إلى أن “يتّفقوا”.

الجميع يملكون هامشاً للتراجع أو التنازل أو التضحية، أمّا هو فـ”ما بقى عندو شي” يقدّمه للأطراف الأخرى بغية تسيير البلد والدولة. يُمكنه فقط تقديم استقالته، لكن هذه الخطوة في المرحلة الراهنة ستشكّل الضربة القاضية لأيّ إحتمال للنهوض.

وعلى رغم أن لا علاقة للحريري بحادثة قبرشمون، وأنّه امتنع عن دعوة الحكومة للإنعقاد منعاً لتفجيرها من الداخل، إلّا أنّ البعض يحاول تحميله مسؤولية عدم الدعوة إلى جلسة، الأمر الذي يوحي بالنسبة إلى فريق رئيس الحكومة بأنّه محاولة لإستهدافه وحكومته لأهداف أبعد من مصير قضية قبرشمون.

لكن، أيّ محاولة لقلب الطاولة على الحريري لن تؤثّر على رئيس الحكومة، فهو لن ينجرّ لا إلى حرب صلاحيات ولا إلى قرارات – ردات فعل. “يمكنهم قول ما يريدون ولن يردّ. أمامهم خيار واحد فقط أن يستقيلوا، وبالتالي يُقيلون الحكومة”، على ما يؤكّد مطّلعون على مواقف الحريري.

لكن، لماذا لا يرفع رئيس الحكومة مسؤولية عدم إنعقاد الحكومة عنه ويدعو إلى جلسة؟ تجيب مصادر تيار “المستقبل”: “عَقْد جَلسة قد يُحرج رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ما يُؤدّي إلى إستقالته أو إلى إستقالة أفرقاء آخرين. ولا يُمكن الحريري أن يخاطر بذلك، فكلّ الإحتمالات مفتوحة”.

ولا يقف الحريري منفرداً على جبهة عدم الدعوة إلى جلسة تحوي فتيل حادثة قبرشمون التفجيري، إذ إنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري ينصح بـ”تطويل البال” قبل عقد جلسة، وكذلك يلقى رئيس تيار “المستقبل” دعم حلفائه في هذا القرار.

هذا المسار الحكومي يدلّ بالنسبة إلى “14 آذاريين” إلى أنّ صلاحية دعوة الحكومة إلى الإنعقاد هي بيد الحريري دستورياً وشكلياً فقط، إذ إنّ “حزب الله” وحلفاءه يمنعون الحكومة من الإنعقاد من خلال عرقلاتهم، وبدأ ذلك ما قبل ولادة الحكومة مع تأخير تأليفها إصراراً على تمثيل “اللقاء التشاوري” بوزير…

المصدر : الجمهورية