العالم اليوم

الحكومة الى الاسبوع المقبل… ونهاية أسبوع حاسمة

المصدر : لبنان 24

دخلت البلاد فعلياً عطلة عيد الأضحى، وعليه توقفت الاتصالات والمشاورات المتعلقة بموضوع تأليف الحكومة، لا سيّما بعد سفر الرئيس سعد الحريري لتمضية عطلة العيد في الخارج مع عائلته.

بعد الأضحى ليس كما قبله

واوضحت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة لـ”اللواء” انه بعد عطلة عيد الاضحى يتوقع ان يتبدل الوضع في ما خص موضوع الحكومة بعد تحديد كل الاطراف مواقفها والتي اصبحت بالتالي معروفة.

واشارت المصادر نفسها الى بروز قناعتين في هذا السياق: الاولى ان كل فريق لا يريد ان يبدل رأيه وهو متمسك بمطالبه.الثانية هي ان الوساطة لم تعط نتيجة. ولفتت الى ان الصورة اصبحت شبه نهائية وهي ان الرئيس الحريري منح مهلا للتفاوض وفرصة للوصول الى حل وازاء ذلك فإن شعار عدم الاستعجال سقط ولم يعد الابقاء عليه صحيحا لكن هذا لا يعني اللجوء الى التسرع في حين ان السرعة هي المطلوبة، وبالتالي بات من الضروري ان يزور الرئيس الحريري قصر بعبدا بعد العيد ويحمل معه تصورا او مسودة التأليف فيطلع عليها الرئيس عون فإما يقبلها او يرفضها او يتفاوض بشأنها مع الحريري.

على صعيد اخر علم انه من غير المستبعد أن يتجه تكتل لبنان القوي الى رفض المشاركة في الحكومه اذا رأى ان حصته مع حصة الرئيس لن تصل الى 11 وزيرا.

الحريري أمام سؤالين

في المقابل، أشارت مصادر مطلعة لـ”الأخبار” أن الرئيس المكلف لا يملك حتى الآن تصوراً للتعامل مع ملف الحكومة، وخصوصاً في ظل ما ينتظرها من مهمات في المرحلة المقبلة، وبالتالي، يراوح مكانه في مهمة التأليف، تجنباً لمواجهة سؤالين مركزيين: الأول، يتعلق بخطة الحكومة لمواجهة الأزمة الاقتصادية والضغط المالي ومعالجة السياسات النقدية وتوفير متطلبات المالية العامة لمواجهة العجز الكبير في الموازنة العامة. الثاني، يتعلق باستحقاق العلاقات مع سوريا، حيث يحتل ملف النازحين السوريين رأس الاولويات محلياً وإقليمياً ودولياً، بالإضافة إلى حالة الجمود والحيرة التي تصيب القطاع المالي والاقتصادي والتجاري في لبنان حيال دورها أو حصتها في مشروع إعادة إعمار سوريا.

في الجانب الأول، لا يملك الحريري تصوراً لمعالجة مشكلات القطاع العام، ولا هو في صدد تعديل السياسة الضريبية. كذلك لا يعتقد بأن موجبات مؤتمر باريس ـــــ 4 يمكن تحويلها إلى نتائج عملية من دون الخضوع لطلبات المشاركين في مؤتمر باريس والمؤسسات المالية والنقدية الدولية، التي تطالب بمعالجة جذرية لمشكلات لبنان، بما يفرض إدخال تعديلات جوهرية على السياستين النقدية والضريبية. ولا يبدو أن الحريري في وارد التفكير في هذه الخطوة، وهو الذي يعاني أصلاً من أزمة مالية خاصة، ويتكل ضمناً على السياسات القائمة لمعالجة جانب منها، سواء من خلال القطاع المصرفي، أو من خلال إبقاء القطاع العام مفتوحاً أمام التوظيف السياسي، بما يعالج مشكلات فريقه السياسي.

أما بشان ملف العلاقة مع سوريا، فإن الحريري، يميل شخصياً إلى عدم السير في خطوات تهدف عملياً إلى التطبيع مع دمشق، والسير في عملية تنسيق مكثفة لمعالجة الأزمات الأمنية والحدودية الناجمة عن الحرب في سوريا، وكذلك معالجة ملف النازحين السوريين. ولا يبدو الحريري متحمساً ربطاً بما بلغه من أن القيادة السورية ليست بوارد تطبيع العلاقات معه خارج موقعه رئيساً للحكومة، وأنها لا ترغب في استئناف أي تواصل سياسي مع تيار المستقبل أو قوى 14 آذار التي لعبت دوراً في تغذية الحرب في سوريا. كذلك، علم الحريري بطرق مختلفة أنه سيكون من الصعب على رجال الأعمال والشركات القريبة منه ومن فريق 14 آذار، الدخول إلى سوريا والاستفادة من برنامج إعادة الإعمار فيها.

مهلة 31 أيلول مهلة حثّ

ومن هنا، فان مشاورات التأليف تبدو معلقة حتى إشعار آخر، ووفقا لما لفتت اليه اوساط سياسية متابعة لعملية تشكيل الحكومة لـ”الحياة”، مشيرة الى ان لا جدية للكلام المنقول عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بانه يعد العدة للدخول جديا على خط العمل على دفع عجلات التأليف قدما، وان 31 آب الجاري سيكون “مهلة لحسم الخيارات”، واضعة اياها في اطار التسريبات للضغط على الرئيس المكلف للاسراع في إنجاز المهمة الموكلة إليه، ولكن دون ان يكون لهذا التهديد اي مفاعيل عملية لان الرئاسة الاولى لا تملك بين يديها اي «اوراق» ضغط عملية لاجبار الحريري على تعديل استراتيجيته…

وتشير الأوساط السياسية لصحيفة “الديار” الى ان مسألة “تقاسم” الحصص ليست وحدها المشكلة القائمة اليوم امام سير العجلة الحكومية، فالسياسة الخارجية الرسمية بحاجة الى اعادة بحث من جديد في ضوء الجدل الدائر حول تطبيع العلاقات مع سوريا، وهذا الامر يحتاج الى اعادة تعريف لمبدأ “النأي بالنفس” قبل اي شيء آخر.

نهاية أسبوع حاسمة

واعتبرت جهات سياسية معنية بالأزمة، عبر “النهار” إن الامتحان الجدي للخطوط الحمر التي وضعت لدى انطلاق مهمة الحريري سيكون في الأسبوع المقبل بل بدءاً من نهاية هذا الأسبوع مع الخطاب الجديد الذي سيلقيه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في الهرمل حيث سيقيم الحزب مهرجاناً للاحتفال بمرور سنة على تحرير جرود عرسال ورأس بعلبك من الجماعات الارهابية. وأوضحت الجهات نفسها أن ثمة معطيات متناقضة عن السقف الذي سيحدده نصرالله لحزبه وحلفائه من عملية تأليف الحكومة وما بلغته من تعقيدات، وزاد هذا التناقض الخرق الكبير الفادح لسياسة النأي بالنفس الذي أقدم عليه الأمين العام للحزب عمداً باستقباله العلني لوفد من الحوثيين قبل أيام. فاذا كان هذا التطوّر سيشكّل عنوان سلوك الحزب في المرحلة المقبلة، فإن ذلك يعني توقّع تصعيد اضافي منه حيال كل مجريات الواقع الداخلي، علماً أن حملة الحزب للعلاقات الطبيعية مع النظام السوري لا تقل تركيزاً وتكثيفا عن حملات حلفائه الآخرين.

وتخشى الجهات المعنية عبر “النهار” ان يكون “التيار الوطني الحر” بدأ التوغل بعيداً في تصفية حسابات سياسية مع الاشتراكي و”القوات” لا مبرر لها سوى تحجيمهما في الحكومة تحت ذرائع مختلفة، فيما حقيقة الدوافع تخدم الاندفاع نحو فرض “التطبيع” مع النظام السوري شرطاً لتسهيل تأليف الحكومة. وحذّرت من أن مضي “التيار” في تصعيد الموقف بات يشكل علامة ريبة كبيرة في ما اذا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يمهد بدوره لموقف ما من أزمة التأليف بما يضع العلاقة بينه وبين الرئيس المكلف على محك حسّاس وجدي غير مسبوق منذ نشوء التسوية التي جاءت بالرئيس عون الى قصر بعبدا. وتساءلت الى متى سيسمح العهد بأن تتبدل الأولويات التي اتفق عليها مع الحريري في موضوع تشكيل الحكومة وهل باتت كلمة حلفاء النظام السوري واملاءاتهم هي دفتر الشروط الجديد؟

عون: من غير المقبول استمرار المراوحة

هذه الصورة تراها بعبدا في منتهى السلبية، وينقل عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عبر “الجمهورية” تأكيده المتكرر في ما مفاده انه من غير المقبول استمرار هذه المراوحة القاتلة، وبقاء الوضع على ما هو عليه، لأنّ من شأن ذلك أن يفتح الباب على تداعيات قد لا يملك البلد قدرة احتوائها، فضلاً عن تأثيراتها المسيئة للعهد، وفرملة اندفاعته نحو الاصلاح المنشود او تقييدها، ووضع البلد على سكة الخروج من الازمات التي تعصف به.

الحريري: لحكومة قريباً

موقف رئيس الجمهورية هذا، يتقاطع مع ما يعبّر عنه الرئيس المكلف من حماسة لانتشال حكومته من قلب التعقيدات المانعة لها. وعلى ما ينقل مقربون لـ”الجمهورية” فإنّ الحريري مُدرك لحجم الآثار السلبية التي تترتب على تأخير الحكومة، وما زال يراهن على إمكانية تحقيق الاختراق المطلوب في حائط التأليف في أقرب وقت ممكن، وتشكيل حكومة التصدي للملفات والتحديات التي تواجه البلد.

وبحسب هؤلاء، فإنّ الحريري يخالف الجو السائد بأنّ أفق التأليف مقفل بالكامل، خصوصاً أنّه قطع اشواطاً مهمة على طريق توليد حكومته، ومحركاته تعمل بروية وهدوء لبلوغ الغاية المرجوة، فهناك أمور كثيرة قد أنجزت وتمّ التوافق حولها، وتبقى بعض التفاصيل التي ما زالت تحتاج الى بعض الجهد. ومن هنا فهو يعوّل على نتائج الاتصالات التي سيجريها، بعد العطلة، لعلّه يتمكن من إكمال بناء “البازل الحكومي”، الّا انّ الشرط الأساس يبقى في تجاوب الاطراف السياسية مع مسعاه.

بري: الوقت يضيع

وبين موقفي الرئيسين عون والحريري، تبرز الدعوة المتكررة لرئيس مجلس النواب نبيه بري الى “إخراج البلد من حالة الضياع السياسي، الذي يضيّع الحكومة ويبقي السلطة التنفيذية مستقيلة من واجباتها في إنعاش لبنان سياسياً واقتصادياً ومعيشياً، وهو أمر يزيد استمراره من تعرّض البلد لمخاطر على كل المستويات”.

وإذ يعبّر بري أمام زواره بحسب “الجمهورية” عن “انّ كل دقيقة تمر من دون حكومة، تزيد من الكلفة والعبء على الناس”، وينقل عنه قوله انه ما زال يأمل في بروز إيجابيات جدية تحلّ العقد وتولد حكومة تضع حداً لحال الشلل الذي يعاني منه البلد على كل المستويات.

اترك ردا