بيروت اليوم

ابن الضاحية “النابغة” .. حسن حمادة 15 عاماً .. طالب حوزة ومهندس الكترونيك في الجامعة

خاص موقع الضاحية – محمد كسرواني

لا يحب حسن حمادة ابن الـ 15 عاماً، الحديث مطولاً عن نفسه. تسأل عنه، فيصفونه بالـ “عبقريّ”. رغم صغر سنه يجمع بين دراستين: الأكاديمية والحوزوية. ابن بلدة الهرمل في البقاع، يتابع سنته الثانية في جامعة LIU باختصاص هندسة الكترونيك، والثانية ايضاً في حوزة الرسول الاكرم (ص) بمنطقة حارة حريك.

حسن، درس سنواته المدرسية الاولى في مبرة الإمام الخوئي في خلدة. قفز مباشرةً من الصف الثالث ابتدائي الى الامتحانات الرسمية المتوسطة (البريفية)، بعدما لاحظ اهله ومدرسته مدى تفوقه. فأخضعوه لفحص ذكاء خلصت نتيجته انه قادرٌ على استيعاب مناهج تعليمية متقدمة، بحسب عمره.

في عمر التاسعة، انهى دراسة منهاج البريفية، وتقدم للامتحانات الرسمية. رفضت وزارة التربية والتعليم بدايةً طلبه الحر، فتقدم بإذن من رئاسة الجمهورية. ومع حصوله على الموافقة خاض الامتحانات الرسمية واجتازها. بعدها دخل ميدان الدراسة المهنية، وانهى الـ BT3 الكترونيك بدرجة جيد وعمره لا يتجاوز الـ 12 عاماً.

من الشهادة الرسمية الثانوية الى الجامعة. تسجّل حسن في العام 2017 في جامعة “CNAM” باختصاص هندسة الكترونيك. شرطت عليه الجامعة للتخرج خبرة عمل لثلاث سنوات، علماً انه لا يسمح له بدخول ميدان العمل إلا بعمر يفوق الـ 18 سنة. فانتقل الى جامعة LIU باختصاص نفسه وبمنحة كاملة.

يجمع حسن، الذي يقطن في الضاحية الجنوبية لبيروت، بين الدراسة الاكاديمية. يقصد الجامعة بدوام مسائي، والحوزة صباحاً. يبرع في الاختصاصين معاً، حتى قيل عنه في حوزته “نابغة”. رغم صعوبة الاختصاصين، وحاجتهما سوياً للدراسة في المنزل، يجد حسن دائماً وقت فراغٍ للأصدقاء والاهل. لا يغفل عن حياته الخاصة، فهو يمارس هوايته ونشاطاته بشكل طبيعيّ.

يرفض حسن التخلي عن طموحه بجمع الدراستين ويصر على اكمالهما بتفوّق. يقول لموقع “الضاحية”، إنه سيواصل الدراسة حتى تحصيل دكتوراه أكاديمياً، والاجتهاد حوزوياً.

اصدقاء حسن متنوعون. جزءٌ منهم في عمره، ولا يزالون في المدرسة. آخرون من الحوزة او الجامعة، وكلهم يعترفون لحسن بقدرته على التكيّف معهم. دون حسد او غرور، ينظرون اليه كـ “نابغة”، وعليه يضعون مع الاهل والجامعة والحوزة كل الآمال.

حسن حمادة، ابن الـ 15 عاماً، أحسن اختيار مثله الاعلى الإمام جعفر ابن محمد الصادق (ع)، اضافةً الى الشهيد السيد محمد باقر صدر. فله كل التوفيق ليكون نموذجاً مبهراً لجيله.