بيروت اليوم

ابن الجنوب السيناتور شوكت مسلماني | كلمة حق في البرلمان الاسترالي

(الشيخ جاير مسلماني)

تخلت دنيا الحريات والديمقراطيه ودولها الانتقائية ،عن فلسطين ومظلوميتها التاريخيه وتحولت بدلا من ذلك الى صياغة “مشروعية مزيّفة” للكيان الاسرائيلي بمعايير ومنطق القوة والانزياح العربي والعالمي عن الحق ومنطقه وحقائق الامور والتاريخ والجغرافيا واغراض مضمرة تم تشييدها على اوهام مفككة ،

كما تنكبت عن صراط الضمير ونداءات الأديان بالعدالة في صحراء العالم الحديث الذي أتقن وضع أصابعه في آذانه وغرسها في عيون الحق والحقيقة وما أمكنه من مخارز الإعلام والصحافة والقرارات الدوليّة الكبرى وقيود القانون الذي تم تجنيده لخدمة وحماية المصالح الصهيونية وجودا على أرض فلسطين المُحتلّة وهيمنة مدعومة من الغرب ومن يعمل على شاكلته في المنطقة العربية خارجها .

الا ان للحقيقة جرسا لا يقرعه الا الشرفاء ،وللحق انوارا ومشاعل لا يحملها الا النبلاء،وللتاريخ سيرة تتمرد على سياقات التزوير وارادات الانقلاب على الحقيقة المُثخنة بطعنات الاقنعة ومخالب التجاوز على خطوط الذاكرة المعمدة بالدم والمرسّخة بالتعب المتراكم الموشوم على اكتاف الشعوب

وعلى مفاصلها الموصولة والمؤكدة بمواثيق الوصايا الكبيرة والعهود المغلّظة الساطعة من وراء ركام الأجيال.

هناك دوماً كلمة حق تتفجر في وجه سلطان جائر وموازين ،تحتشد في مجاري الصبر وجيوب القهر وعضد النضال والتطلع الى الأفق الواعد والموعود،

ثم تُنصب راية في اللحظة التي لا يُمكن خذلانها والحنث بثقافة الحق وميثاقه الاعلى الذي لطالما سُفك دمه على مذبح المصالح وتقطّعت أوصاله بخناجر المال وحُمل رأسه على الأسنّة والرماح والمطامح وتشرّد أهله في عراء أوسع مداه الساكتون والمحايدون والتائهون عن بوصلة الأمة واستحقاقات قضاياها المركزية والتحتيّة الاستراتيجيه .

إنها الكلمة الحرّة والموقف الكبير ،وصرخة الضمير الحيّ تلك التي أطلقها السيناتور شوكت مسلماني في قلب البرلمان الاسترالي ،في اللحظة التي كانت تُشوه فيها القضايا العربية ،وعلى رأسها فلسطين ،وتضرب فيها الحقوق الفلسطينية والعربية عرض حائط “مبكى” وبكاء اسرائيل الزائف في اعلام العالم المنحاز والذي تم صناعته وحشوه وترتيبه بما يخدم الاغراض الصهيونية بقلب الحقائق وتزوير التاريخ المكتظ بالدماء العربية الشاخبة منذ عقود .

وبسط نفوذ اسرائيل “الاخلاقي والقيمي”! على مسامع العالم ووعيه في اقصى تخوم الارض والانسان وتلميع هويتها واعطائها صكوك براءة أياديها المضمخة والمشبعة بالدماء المظلومة والمسفوكة على مرأى من دنيا العالم ومسمع من مواثيقه التي تعلن الحماية لحقوق الانسان والشعوب ومصيرها ليل نهار على مدار الثواني والساعات الدولية النائمة عن فلسطين واندراجها وشعبها في الاطار الدولي العضوي و الطبيعي الذي يفترض صيانته وترسيخه والدفاع عنه من دون تفريق وتجزئة

تلك هي الاهداف الحقيقية لأن يقوم المجلس اليهودي الاسترالي بدعوة بعض اعضاء مجلس الشيوخ الاسترالي لزيارة الكيان الاسرائيلي ،فبعد عودتهم الى استراليا ،تداعى المجلس لمناقشة الزيارة ونتائجها ،ففي الصورة التي لم يستطع السيناتور شوكت مسلماني الصمت عنها والسكوت أمامها ما يلي :

الاعجاب الكبير بدولة اسرائيل ،اعطاء المشروعية للجدر العنصرية العازلة ،اسرائيل دولة مظلومة من قبل حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية ،انما اسرائيل دولة تدافع عن نفسها! شعبها يُعالج على الدوام في المستشفيات بسبب العنف الفلسطيني والعربي !لا تشعر اسرائيل بالأمن والامان للاسباب نفسها !حركة حماس حركة ارهابية معتديه كما المقاومة اللبنانية !

الفلسطينيون يعيشون في ارضهم بحريّة وحقوق طبيعية !مساعدات اعمار غزة تصل بشكل طبيعي اليها من اسرائيل ! ولم ينس هؤلاء “السناترة” او السماسرة أن الاطفال الفلسطينين يُعالجون من امراض السرطان في “الدولة الحنون” اسرائيل ! وأخيراً اعلنوا ان اسرائيل هي من النهر الى البحر ، العقيده الصهيونية الراسخة .

لقد أجمع اعضاء الوفد على هذه الترسانة من الاكاذيب وهذه الارتال من تزييف الحقوق ،والانزياحات وقلب الوقائع التاريخيه الماثلة في الميدان الفلسطيني !

من حق الشعوب أن يكون لها دولة ولكن ليس على حساب شعوب أخرى ،بهذه القاعدة الذهبية والميثاقية الساطعة بدأ السيناتور المناضل شوكت مسلماني مداخلته بالرد على تلك المزاعم ،

اسرائيل دولة قامت بالاساس على انقاض فلسطين ،خارطة فلسطين اولى ضحايا اسرائيل وكذلك شعبها المشرّد والمقتول سرّا وعلانية وسجونها محتشدة بالفلسطينين والعرب ،اسرائيل كيان دموي ومداخلاتكم عنصريّة ومنحازة بالكامل ،

المقاومة هي من حرر وطني لبنان وقريتي الجنوبية (كونين) ولولا نضالها وتضحياتها وشهدائها لما أمكنني زيارتها والوصول اليها واستعادة ذكرياتي بين ربوعها .المقاومة تدافع عن لبنان وعن حق شعبه بالأمن والاستقرار ،واني من هنا من مجلس الشيوخ أرفع اليها التحيّة والتقدير.

إن هذا الموقف الحرّ العادل والمناضل سدّ فراغاَ كبيراً تركه العرب بلا اكتراث في الجدار الاعلامي العالمي ،ليس هناك اعلام عربي حقيقي يحمل قضايا العرب المحقّة وخصوصا قضيّة فلسطين الى العالم ،الاعلام العربي له اهتمامات أخرى تعمل في حقول التميّع والانحلال ،

والاعمال والمال وتدمير مواقع القوة والمنعة مما تبقى في انفاس الأمة بعد شرذمتها وخلق الفجوات الكبرى في واقعها وإبعادها عن أهدافها الحقيقية ومراميها ومقاصدها الطبيعية .

لم تُقدم الأنظمة العربية النثريّة منها والنفطيّة أي شيء لفلسطين ،بل فتحت ودعمت معارك لا توصل الا الى تأبدها في قفص الاحتلال ،لقد عملت جاهدة وبكل ما اوتيت من تسكّع امام اعتاب الولايات المتحده الامريكية على تقطيع اوصالها وتدمير الطرق اليها ،

وبأهداف متعددة واغراض واضحة لمن القى السمع وهو مقاوم ومناضل وحريص على ثوابت الأمة ومصائرها ووحدتها بالجملة لا بالتفريق والتشرذم والتلاشي والتصدع والاحتراب.

من حق فلسطين أن تكون الخبر الأول دائماَ في الاعلام العربي والاسلامي ،من حقها أن يكون تحرير أرضها وشعبها هدفاَ اولَ على فوهات البنادق وترسانات الملوك والرؤساء والأمراء العرب التي لا معنى لها ولا هدف الا حماية العروش والتأبّد عليها ،

لا معنى لأي ملك عربي او رئيس عربي من دون تحرير فلسطين ،فلسطين هدف الحرية الأول ،هي البوصلة وهي المحور .لا معنى لأي نظام عربي ولأي ثورة عربية على نظام عربي اذا أضاعت الطريق الى فلسطين .

ومن حق السيناتور شوكت مسلماني وتكريماً لموقفه الحر والشريف أن تدافع الصحافة العربية عنه في اللحظة التي يتلقى فيها الآن أعنف هجوم من بعض الصحافة الاستراليه والصهيونية في العالم كله.

كل التضامن معك أيها المناضل والصديق السيناتور الحرّ شوكت مسلماني.

اترك ردا