بيروت اليوم

نادين ترحل بعد أيام على كتابتها رسالتها الأخيرة لوحيدها كرم | ‘بتخايلك متل ما بدي يا ماما’.. حُرمت من حضانته وحوّلت قصتها إلى قضية رأي عام ووقفت إلى جانب النساء ودعمتهّن دوماً…

قليلةٌ هي الكلمات التي من الممكن أن تعبر عن إنسانة مناضلة كنادين جوني، هي إبنة بنت جبيل التي عانقت الموت أسرع مما عانقتها السعادة في أيامها.

من يزور صفحتها على فيسبوك يجدها ثائرة، لا تهاب المواجهة حتى ولو كثُر الشتامون، حملت لواء الدفاع عن المرأة في شتى الميادين وكانت تحثّهن دوماً على المطالبة بحقوقهن والثورة على تقاليد بالية تحرمهن أدنى حقوقهن.

نادين التي عانت من الظلم والتعسف وقادت حملت واسعة ضد المحكمة الجعفرية التي حرمتها من حضانة وحيدها كرم، ولكنها ما استكانت يوماً وحولت قصتها إلى قضية رأي عام واستخدمتها كمثال حي للنضال الحقيقي ولتعلّم من خلالها النساء كيف يصرخن بوجه الظلم والتعسف.

من يعرف نادين يدرك أنها تعرف كيف تصنع من كل أمرٍ قصة وتعرف كيف تمزج ألمها بالصبر والنضال، حتى في موتها أبت إلا أن تكون في قمة العطاء والشجاعة.

نادين التي ومنذ أيام قليلة كتبت وجعها على فيسبوك عن دخول ابنها كرم إلى المدرسة في يومه الأول بعيداً عنها، رسمته كما أرادت، رسمته حباً وتفانياً وحلّقت اليوم بعيداً عنه لترعاه من السماء.

لروحك نادين الثائرة ألف سلام، وإليك ورود النساء ودموعهن كلها.

المصدر : ريم الأمين _ يا صور