صحة وطب

نصائح تبدو طبية تخبرك أنها “الحل المعجزة” للوقاية من كورونا.. كيف تتأكد من صحتها؟

لا صوت يعلو فوق صوت “الرعب من فيروس كورونا” وتنتشر كالنار في الهشيم منشورات، تحمل شعار منظمات وهيئات صحية معروفة في صورة “نصائح طبية”، للوقاية من الفيروس يتلقفها الآلاف ويشاركونها على حساباتهم الشخصية، فما أبرز تلك النصائح وما مدى دقتها؟

هل يفيد شرب المياه الساخنة؟
انتشر منشور منسوب لليونيسيف بتاريخ 4 مارس/آذار يحمل نصائح طبية للوقاية من فيروس كورونا، لكن اتضح أنه مزيف رغم مشاركته مئات الآلاف من المرات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وكانت من بين النصائح التي يحملها المنشور شرب المياه الساخنة كوسيلة للقضاء على الفيروس الذي لا يعيش في درجات الحرارة العالية.

شارلوت غورنيتزكا، التي تعمل على الأخبار الزائفة حول كورونا بمنظمة يونيسيف، قالت لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: “رسالة خاطئة حديثة منتشرة عبر الإنترنت… يزعم ناشروها أنها صادرة عن يونيسيف وتنصح بتجنب الآيس كريم والأطعمة الباردة الأخرى بزعم أنها تساعد في انتشار المرض. وهذا بالطبع، غير صحيح بتاتاً”.

صحيح أنّ فيروس الإنفلونزا لا يعيش كثيراً خارج الجسم خلال فصل الصيف، ولكننا لا نعرف بعد كيف تؤثر الحرارة على فيروس كورونا المستجد، وتقول الأستاذة الجامعية سالي بلومفيلد، من كلية لندن للصحة والطب الجلدي إن محاولة تسخين جسمك أو تعريض نفسك لأشعة الشمس غير فعالة أبداً، كما أنّ شرب السوائل الساخنة لن يغيّر درجة حرارة الجسم الفعلية، التي تظلّ مستقرة ما لم تكن مريضاً وتعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.

كورونا يقتل فقط كبار السن
صحيح أن غالبية حالات الوفاة بسبب كورونا هم من كبار السن ومن يعانون من مشاكل صحية تتسبب في انخفاض ضغط الدم لديهم، لكن ذلك لا يعني أن من هم أصغر سناً ليسوا بحاجة لاتباع الإرشادات الصحية كما يعتقد الكثيرون.

حتى الآن لا تزال المعلومات بشأن فيروس كورونا غير مكتملة وحتى أعراضه التي تتشابه كثيراً مع أعراض الإنفلونزا العادية لا تعني أن من هم أصغر سناً ليسوا مضطرين للإبلاغ إذا ما ظهرت عليهم الأعراض كما يعتقد البعض، فهناك مجموعات أكثر عرضة للخطر بغض النظر عن العمر مثل العاملين في المجال الصحي لأنهم يتعرضون لمستويات أعلى وأكثر استمراراً من احتمالات الإصابة، كما أن سلوكيات من هم أصغر سناً يكون لها تأثير مباشر على ذويهم من كبار السن، إذن الإبلاغ عن أي أعراض فوراً يلعب دوراً جوهرياً في العلاج من الفيروس.

ماذا عن أكل الثوم؟
وانتشرت رسائل كثيرة عبر موقع فيسبوك توصي بتناول الثوم لمنع الإصابة بفيروس كورونا، وتقول منظمة الصحة العالمية إنه على الرغم من أنّ الثوم “طعام صحي وقد يساعد في مواجهة الميكروبات”، لا يوجد دليل على أنّ تناول الثوم قد يحمي من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وفي الكثير من الحالات -طالما أن العلاجات البديلة لا تمنعك من اتباع نصيحة طبية مبنية على أدلة مثبتة- فهذه العلاجات قد لا تضر في حدّ ذاتها، لكن، ربما تصبح ضارة في بعض الأحيان. فقد نشرت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست”، على سبيل المثال، قصة امرأة اضطرت لتلقي العلاج في المستشفى بسبب تعرضها لالتهاب شديد في الحلق بعد تناولها 1.5 كيلوغرام من الثوم.

هل ارتداء الكمامة غير مفيد؟

انتشرت أيضاً بعض المنشورات تدعي أن ارتداء كمامة الوجه لا يجدي في الوقاية من الفيروس، وتحققت صحيفة الغارديان البريطانية من الادعاء أثبت أنه إشاعة لا تستند لأي أساس طبي أو علمي. صحيح أنه من المؤكد أن ارتداء الكمامة ليس ضماناً أكيداً أن الشخص لن يصاب بالعدوى، لكن الدراسات أثبتت أن فرصة التعرض للعدوى بدون كمامة ترتفع بخمسة أضعاف تقريباً.

معقم مصنوع منزلياً
في إيطاليا، التي تعد حالياً إحدى النقاط الساخنة للفيروس، أدت المخاوف من تفشي المرض إلى اختفاء معقمات اليدين من المتاجر، وبعد انتشار تقارير عن النقص في كميات معقم اليدين من المتاجر، انتشرت وصفات لصنع المعقم في المنزل على وسائل التواصل الاجتماعي.

إلا أنّ الوصفات بدت أكثر ملاءمة لتنظيف الأسطح لا اليدين. إذ بحسب العلماء، استخدامها ليس مناسباً للجلد، وتحتوي معقمات اليدين على مكونات تجعلها مناسبة للبشرة، بالإضافة إلى نسبة 60 إلى 70% من الكحول، وتقول بلومفيلد إنها لا تعتقد أنه بإمكان أحد صنع منتج فعال لتعقيم اليدين في المنزل.

شرب المياه كل 15 دقيقة
نقلت إحدى المنشورات على فيسبوك نصيحة من “طبيب ياباني” يوصي بشرب المياه كل 15 دقيقة لطرد أي فيروس قد يدخل الفم، وتمت مشاركة النسخة العربية من هذا المنشور أكثر من 250 ألف مرة، وتؤكد الأستاذة الجامعية بلومفيلد أنه لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أنّ شرب المياه يطرد الفيروسات من الجسم.

المصدر : عربي بوست