منوعات

لأن تضحيات الأم لا تعترف بالعمر والتعب | الحاجة ‘أم محمد’ سبعينية وترعى أبناءها الشباب المعوقين… ‘ لن يمنعني عن خدمتهم سوى’!

المصدر : اليوم السابع

كثير من السيدات يمثلن نماذج متميزة سواء بمشاركات مجتمعية أو رعاية أبنائهن من المرضى وذوى الإعاقة لسنوات، ولم يتوقفن عن العطاء برغم تقدمهن فى العمر، وتحظى بنى سويف بالكثيرات منهن واللائى يجب الاقتداء بهن وإبراز مسيرة كفاحهن.

اليوم السابع التقى مفيدة سلومة، ربة منزل تقيم قرية أبو صير بمركز الواسطى ببنى سويف، للحديث عن رعايتها لثلاثة من أبنائها ذوى الإعاقة لسنوات، حيث قالت: تزوجت من ابن عمى و رزقنا الله بخمسة من الأبناء بينهم بنتان،

وعندما بلغت ابنتنا الكبرى “كاملة”، ثمان سنوات طلب أحد أقاربنا الذى لم تنجب زوجته، موافقتنا على إرسالها للعيش معه فى مسكنه بمدينة العياط بالجيزة، وأقنعت زوجى بذلك.

وأضافت: “ظلت ابنتى هناك لمدة شهرين وبعد عودتها بدأت صحتها فى التدهور وثقل جسدها ولم تستطع الحركة بسهولة، وعرضناها على طبيب فمنحها أنواعا مختلفة من الأدوية دون جدوى،

وبعد مرور بضع سنوات فوجئنا بأن شقيقها محمد وشقيقتها إيمان ينتابهما نفس الأعراض المرضية التى تعانى منها أختهما، مع نوبات وتشنجات عصبية فعرضناهما على طبيب للعظام وآخر للمخ والأعصاب، وأعطوهما أدوية كثيرة وحقن وأوصوا بتكرار بعضها”.

وتابعت مفيدة: “طالت فترة علاج أبنائى دون جدوى وأصبحوا قعداء لا يستطيعون الحركة مع تكرار النوبات العصبية وفقدان للنطق، ونصحنا بعض الجيران بالاستعانة بأحد المشايخ والمعالجين لحالات “المس من الجان”، وبحثا عن أى طريق يؤدى إلى شفاء أبنائى،

وطرقت وزوجى أبواب المعالجين فى بنى سويف وبعض المحافظات، وعرضنا أبناءنا الثلاثة عليهم ومنهم من كان يأتى إلى المنزل لعالجهم بجلسات القرآن الكريم، ما نتج عنه تراجع أعداد النوبات العصبية والتشنجات التى يتعرضون لها”.

واستطردت: “مرت عشرات السنين لم نتوقف خلالها عن عرض أبناءنا على الأطباء والمشايخ وأنفقنا كل ما نملك من أموال رغبة فى شفاءهما ولكن دون جدوى أذ أصيبوا بضمور وتصلب فى اليدين والقدمين، وبرغم بلوغى السبعين عاما مازلت أقوم على خدمة أبنائى وإطعامهم وحملهم إلى دورة المياه،

ويساعدنى زوجى خلال فترات تواجده بالمنزل، وذلك بعد زواج نجلينا وإقامتهما خارج القرية، إذ ننفق من عائد حقل زراعى صغير نزرعه يعمل به زوجى” رئيس سليمان”ـ الذى بلغ من العمر 76 عامًا، كما أصبت بدوالى فى القدمين نتيجة وقوفى على مدار اليوم صباحًا ومساءً لتلبية رغبات أبنائى”.

وأردفت مفيدة سلومة “أهل الخير بالقرية والجيران دائما يسألون عن أحوالنا ويقضون وقتا مع أبناءنا لإضفاء البهجة عليهم”.

وتشير إلى أنه فى احتفالات عيد الأم العام الماضى كرمها المجلس القومى للمرأة “كأم مثالية” وتسلمت شهادة تقدير، وكرسيًا متحركًا ومبلغًا ماليًا بحضور سكرتير عام المحافظة ونارمين محمود مقرر فرع المجلس.