بيروت اليوم

فقط في لبنان | صاحب مدرسة دفع 300$ وأصبح دكتورًا

المصدر: ZNN

تحت عنوان فقط في لبنان ” صاحب مدرسة دفع 300$ وأصبح دكتورًا” كتبت نادين خزعل في ZNN:

إنتشرت في الآونة الأخيرة في لبنان ظاهرة “الدكتوراه الفخريّة”؛ فبات الرّسام والشاعر والكاتب وصاحب دار النشر والفنان “دكاترة”.

المؤسف هو منح من كان تاريخهم الأكاديميّ معروفًا فمنهم مَن لم ينل حتّى شهادة “البروفيه”.

علمًا بأنّ شهادة الدكتوراه الفخريّة غالبًا ما تُمنح من حكومات أو جامعات أو منظمات معروفة لشخصيّات برعت في مجال ما فيتمّ تكريمها بالدكتوراه وهذا من الأمور المقبولة وليس من ضمن ما ننتقده في مقالنا هذا.

بيت القصيد هو ما يجري في لبنان من تكاثر المنظمات والجمعيات الوهميّة وقيامها بمنح الدكتوراه وتوزيع هذا اللقب مقابل مبالغ ماليّة معيّنة يدفعها الرّاغب لسبب أو لآخر بالحصول على هذه التسمية.

وبعد، نضع بين يديّ القرّاء أوّلًا والجهات المعنيّة ثانيًا هذه الواقعة.
قام صاحب إحدى المدارس في لبنان بنشر خبر منحه دكتوراه من قبل إحدى المنظّمات تقديرًا لجهوده التربويّة والأكاديميّة…
هذا المدير، لا يفقه شيئًا من التدريس والتربية و ما جعله صاحب مؤسسة تربويّة ومديرًا لها هو المال الذي يملكه، أصبح دكتورًا!!!

بات يُطرب أذنيه بكلمة “دكتور” ليرضي بها غرورًا تملّكه وغرّر به حتى صدّق هو نفسه هذه الكذبة.
إستفزّني الأمر كثيرًا وقررت التحقق من الكيفيّة والحيثيّة التي أصبح بها دكتورًا.
بحثت عبر محرّك “غوغل” عن موقع رسمي للمنظمة فلم أجد، وفي سجلات العلم والخبر في وزارة الداخليّة لم أجد..

عثرت عبر “الفايسبوك” على الحساب التابع للمنظّمة التي منحته الدكتوراه، تواصلت معهم عبر “الماسنجر”، وطرحت عليهم سؤالًا مفاده كيف يمكنني أن أنال لقب “دكتورة”..سريعًا كان الجواب..وصلتني من هذا الحساب رسالة تتضمن رقمًا هاتفيًا وطُلب مني التواصل معهم عبر الواتس آب..

وتابعتُ معهم، حادثتهم عبر الواتس آب، طُلب مني إرسال صورة جواز سفري أو بطاقة الهويّة، إبلاغهم بالمجال الذي أريد أن أكون دكتورة فيه، وإرسال مبلغ 300 $ عبر الوسترن يونيون!!!!!!!!

إذًا، هكذا أصبح ذلك المدير دكتورًا..
وهكذا معظم حاملي لقب “دكتور”..
فهل من المقبول هذا التفلت الأكاديميّ التربويّ الإجتماعيّ؟

ألا يكفينا في لبنان التلوث الهوائي والمائي والبيئي والغذائي لنضيف إليه تلوّثًا تربويًّا قاتلًا؟؟
أين الجهات الرسميّة ممّا يجري؟
هل بتنا نعيش في زمن إنقلاب مفاهيم تساوي الجاهل بالعالِم والذكيّ بالغبيّ والفقير ب”الأمير”؟