منوعات

دبي تنزف | المغتربون يعودون.. غلاء وبطالة في “سويسرا الخليج”!

المصدر: ترجمة “لبنان 24” – Bloomberg

نشرت وكالة “بلومبيرغ” الأميركية تقريراً حذّرت فيه من أنّ دبي “تنزف ببطء”، كاشفةً أنّ عدد رواد المتاجر والمطاعم في مراكزها التجارية انخفض بشكل ملحوظ، وأنّ المغتربين بدأوا يعودون إلى أوطانهم أو يفكرون بذلك، وأن أرباح شركاتها وعلى رأسها “الخطوط الجوية الإماراتية” و”مجموعة إعمار العقارية” خيبت الآمال في الربع الثالث من العام الجاري وأن البورصة تعيش أسوأ أيامها منذ أزمة العام 2008.
وأوضحت الوكالة أنّ حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحرّك في نيسان الفائت بعقده لقاء مع أكثر من 100 مدير تنفيذي، منبّهةً إلى أن حل هذه المشكلة قد يتعدى حدود نفوذه لأنّ “المنطقة تتغير، وربما إلى الأبد”.

وفي هذا الإطار، شرحت الوكالة أنّ “المنفقين الكبار” الذين اعتادوا التوافد إلى دبي من البلدان الخليجية تأثروا بانخفاض أسعار النفط منذ العام 2014، مبينةً أنّ السعوديين تأثروا بشكل خاص، وذلك في ظل الإجراءات التقشفية التي بدأت الرياض بتطبيقها. كما لفتت الوكالة إلى أنّ الحرب الجمركية العالمية- لا سيما جهود الولايات المتحدة الأميركية الرامية إلى وقف التجارة مع إيران المجاورة للإمارات- قوّضت دور دبي كـ”محطة تجارة”.

من ناحيته، تحدّث جيم كرين مؤلف كتاب “مدينة الذهب: دبي وحلم الرأسمالية” عن “مشكلة أكبر”، شارحاً بأنّ الإمارات باتت لاعباً أساسياً في نزاعات الشرق الأوسط، إذ تتدخل في اليمن وصولاً إلى ليبيا، ناهيك عن أنّها اصطفت إلى جانب السعودية في مقاطعة قطر وخلال أزمة “الريتز”، وذلك بعدما كانت دبي مكاناً لمزاولة الأعمال بعيداً من نزاعات الشرق الأوسط. وفي تعليقه على هذه التطورات، قال كرين: “لا يمكنك الذهاب إلى الحرب مع جيرانك والقيام بعمليات تجارية معهم، فمن الصعب جداً القيام بالأمرين معاً”.

توازياً، لفتت الوكالة إلى أنّ دبي تعاني من “عواقب نجاحها”، موضحةً أنّها عمدت إلى بناء اقتصاد لا يعتمد على النفط نظراً إلى غياب مصادر الطاقة وهو ما أدى إلى ارتفاع كلفة المعيشة فيها: إذ تحتل دبي اليوم المرتبة 26 في قائمة البلدان الأعلى كلفة للمغتربين.

وبدوره، كشف نونو غوميز، مدير حلول المعلومات في “ميرسر”، أنّ فرص العمل في دبي قلت أكثر بعدما قامت الشركات بعمليات صرف كبرى في العامين 2015 و2016 تزامناً مع تراجع الأرباح؛ علماً أنّ إحصاء شمل 500 شركة بعد هذين العامين خلص إلى أنّ نصفها لا يملك خططاً لتنشيط عمليات التوظيف ولا يتوقع عودة النمو إلى مستويات العام 2013.

وعلى الرغم من تأكيد فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لـ”مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار”، أنّه سبق للمدينة أن شهدت أوقاتاً صعبة واستعادت عافيتها وتشديده على ضرورة “تقبّل دورة السوق”، حذّرت الوكالة من عدم تحرّك السلطات للجم المقاولين، إذ نقلت عن كريغ بلم، مدير شركة “JLL” في الشرق الأوسط، اعتباره الامتناع عن اتخاذ خطوة من هذا النوع “خطأ”.

يُذكر أنّ مساحات المحال التجارية ستتوسع بنسبة 50% في السنوات الثلاثة المقبلة، وفقاً لشركة “CBRE Group”.

اترك ردا