بيروت اليوم

حالة نفسيّة غير عاديّة في لبنان…الناس تهافتت على محطات الوقود رغم أن البنزين كان متوفرا وكافيا

الوضع الإقتصادي والمالي مُرتبط مُباشرةً بالحالة النفسيّة التي تسيطر على اللبنانيين، وذلك يقف عند الظروف، وخصوصاً السياسية منها، التي يمرّ بها البلد من مرحلة إلى أخرى.

ينطلق البروفسور جاسم عجاقة، في حديث لموقع mtv، من وجهة نظر علميّة، مُشيراً إلى أنه “على مرّ السنين قام الكثير من العلماء بدراسة الاقتصاد السلوكي وآثار العوامل النفسيّة والإدراكيّة والعاطفيّة والثقافيّة والاجتماعيّة على القرارات الاقتصاديّة للأفراد والمؤسّسات،

وبالتحديد الفارق بين تلك القرارات عن القرارات التي تنطوي عليها النظرية الاقتصاديّة الكلاسيكيّة. ولعلّ أكبر حقل تُرجمت فيه هذه الدراسات هي الأسواق المالية نظرًا إلى تداعياتها المالية الفورية”.

ويُضيف: “يُمكن القول إن الاقتصاد السلوكي يهتم بتحديد عقلانية العوامل التي تؤثّر بالحياة الإقتصاديّة، وهذا الأمر يفرض الغوص في ثلاثة مجالات في الوقت نفسه: علم النفس، علم الأعصاب والنظرية الاقتصادية (Microeconomics)”.

ويُتابع: “حصد الباحث الاقتصادي ريتشارد تالر في العام 2017 جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية على أبحاثه التي أثبت من خلالها أن الأفراد غير عقلانيين بشكل مُتوقّع في أخذ القرار وبالتالي فهمّ يُخالفون النظرية الاقتصادية الكلاسيكية،

وهذا ما يُمكن ملاحظته في لبنان في السلوك الاقتصادي للبنانيين خصوصاً في الفترة الأخيرة حيث دفعت الإشاعات عدداً من الأشخاص إلى التهافت على محطات الوقود لملئ سياراتهم مع العلم أن البنزين كان متوفّرًا بكمية كافية لتغطية الحاجات”.

أما بالنسبة إلى الإشاعات عن الليرة اللبنانية والتي تدفع المواطن اللبناني إلى التهافت على الدولار الأميركي، فيُشدّد عجاقة على أن “الليرة مُحصّنة وتمّ إثبات ذلك على مرّ عقدين ونصف حيث بقيت الليرة ثابتة مقابل الدولار الأميركي، لكن الأصعب في الأمر يبقى على صعيدين: القرار الإستثماري والقرار الإستهلاكي”.

ويُردف: “تراجعت الإستثمارات في لبنان بشكل كبير منذ ما يقارب الثمانية أعوام، وهذا التراجع مرده المخاوف التي تجتاح السوق وتؤثّر على ثقة المُستثمر وبالتالي بقي النمو الاقتصادي في حال شبه ركود”،

منبّهاً من أنّ “التخبّط السياسي يؤثّر سلباً على القرار الاقتصادي من خلال المخاوف ويدفع اللاعب الاقتصادي إلى تأجيل إستثماراته وإستهلاكه،

ما يعني أنّ الخروج من الوضع الحالي يفرض عقلانية في القرار الاقتصادي مبنيّة على النظرية الاقتصادية الكلاسيكية والتي تنصّ على أنّ عائدات الإستثمارات في لبنان هي من الأعلى في العالم، فتكافؤ الطلب والعرض والزيادة المتجانسة تؤدّي حكمًا إلى نمو إقتصادي”.

(موقع mtv)