بيروت اليوم

جمال هادي | اليتيم المكافح لم يهدأ منذ ولادته لتحقيق الحلم …. طالب الحقوق رحل قبل ان يرتدي ثوب المحاماة الاسود

المصدر : ريم الأمين

جمال هادي إبن الجامعة اللبنانية، الطموح الذي ما توقف يوماً عن الحلم. محامي المستقبل، هكذا كان لقبه ولكن أبت الأيام أن تعطيه جزاء تعبه على الأرض.

تخرّج من الصف الثانوي ناجحاً ومنتظراً تحقيق حلمه الأكبر بأن يدرس الحقوق ليكون كما أحبّ دوماً: محامي.

قصة جمال تُكتب على أبواب النضال، الشاب العشريني الذي اجتهد في دراسته أملاً بمستقبلٍ ينسيه آلام الماضي.

جمال الطفل اليتيم، وُلد لا يعرف عن أبيه شيئا، وبحسب تعليقٍ لقريبٍ من جمال، فهو قد كان وحيداً تتجاذبه الحياة قهراً بين عائلته.

قد أسدل الزمن أستاره على حياة جمال، ليغلق عينين ما عرفتا سوى التعب. جمال الذي شرب المر بحسب تعليقات أقاربه ارتاح من الدنيا، فليس هنالك في هذه الحياة ما يدعو النفس للتمسك بها.

توقف قلب جمال بعد إجرائه عمليةً للقلب المفتوح، وحلّق كطائرٍ بعيداً عن الأحزان والأوجاع، تاركاً كل ما على الأرض لأهلها، فساعات الموت الأخيرة لا تترك لأيٍّ منا مجالاً في قلبه لحبّ الدنيا.

طموحات جمال كانت أوسع من حدود الأرض، فتح ذراعيه للدنيا مواجهاً كل ما قدمته له من متاعب ولكن صفعاتها المتتالية له كانت أقوى من أن يتحملها وحده.

أصدقاء جمال نعوه بحرقةٍ، نعوا الطالب المجتهد، الصديق الوفي المليء بالأحلام، نعوا اليتيم الذي استفاق على الدنيا مواجها الفقد الأكبر: الوالد.

نعوه تحت عبارة: “رفيق الأيتام” و “طير السماء”.. فلترقد روحك بسلام يا جمال ولتكن ملاكاً بين ملائكة السماء، وليكن ابتعادك عن أرض الآلام راحةً لك وبرداً وسلاماً لقلبك الصغير.