بيروت اليوم

بعد أن ربته يتيم الأب | جواد خذله قلبه في عيد الأم…

“لم يعدّ قلب جواد (12 عاماً) قادراً على الصمود أكثر، هو الذي قضى رحلة عمره القصيرة في العلاجات إلى حين #زرع قلب جديد له؛ خذله قلبه، واستسلم جسده في عيد الأم.

أيقظت وفاة جواد كل الأوجاع في قلب والدته ساجدة، هي التي حملته في أحشائها، وبقيت تصارع طوال سنوات لإعطاء قلباً يعيش به سنواته المقبلة، لكن الوقت غدرها قبل أن تتمكّن من اجراء الجراحة له.

وبين دموعها وفاجعتها، تحاول الأم أن تتماسك، لأن أمومتها تحتمّ عليها أن تواصل معركة أخرى لابنها الأكبر مهدي (19 عاماً)، الذي يحتاج أيضاً إلى عملية
زرع قلب لإنقاذ حياته.

لم يكتب لجواد ومهدي أن يولدا بقلبين طبيعيّين، فبدأت رحلة عذابهما باكراً، ومعها بدأ البحث عن “قلبين” مرهونين بالوقت والانتظار، عسى ولعلّ.
منذ يومين، خسر جواد معركته مع الحياة. لكن العائلة، وبالرغم من مصابها، لن تسمح بأن تتكرّر المأساة مع مهدي، وهي بحاجة إلينا جميعاً لنعطيه الحياة من جديد.

وفاة جواد تختصر كلّ الأزمات التي يرزح تحتها كل مواطن لبناني مريض، من انقطاع الأدوية إلى هجرة الأطباء وصولاً إلى ثقافة #الوهب. ثمة حلقة مغلقة شدّت الخناق أكثر، فكان الخيار السّفر إلى دبي لإجراء جراحة زرع بطارية للقلب.

يتحدّث مصطفى الزين، وهو خال جواد ومهدي لـ”النهار” عمّا جرى مع جواد، وعمّا يسعون لتحقيقه مع مهدي، قائلاً “عانى كل من جواد ومهدي من أمراض الميتوكندريا؛ وهي أمراض مزمنة طويلة المدى ووراثية غالبًا، تحدث عندما تفشل الميتوكوندريا في إنتاج طاقة كافية للجسم ليعمل بشكل صحيح. وقد أدّى هذا المرض إلى إضعاف عضلات القدمين عند جواد، بالإضافة إلى مشكلات في النظر والقلب.

ونتيجة ذلك، بدأت رحلة العلاج بالأدوية أولاً، ثم كان القرار بإجراء زرع بطارية للقلب إلى حين تأمين قلب طبيعيّ. لكن حالة جواد تدهورت بسرعة مفاجئة للجميع حتى للأطباء”.

وبالرغم من اجتياز كلّ المعوقات، سواء انقطاع الأدوية وتأمينها من قبل الناس من دون مقابل، أو من ناحية الهجرة الطبيّة للأطباء، إذ غادر طبيبان كانا يتابعان حالة جواد إلى دول عربية، فإن العائلة نجحت في إجراء عملية زرع بطارية لجواد في دبي.

يُشدّد الزين على أن “تكافل المجتمع اللبناني ومساعدته كانا عكس التوقّعات. فالناس ساعدت، ووقفت إلى جانبنا، ولن ننسى معروفها أبداً. لكن الموت كان أسرع، وسرق منّا جواد بعد أن ساءت حالته وضعف قلبه كثيراً، وبدأت أعضاؤه تتلف تباعاً. كانت خسارتنا كبيرة ومؤلمة. كان جواد يحبّ الحياة، وكان محروماً من أن يعيش طفولته كسائر الأطفال، إذ لم يكن مسموحاً له التعب أو الركض إلا بشروط قاسية وصارمة، فكان يعيش حياة مقيّدة”.

وفاة جواد توقظ اليوم مخاوف وهواجس أكبر على شقيقه الأكبر، الذي يحتاج أيضاً إلى عملية زرع قلب جديد. الخوف من تكرار المأساة تدفع العائلة إلى المناشدة لمساعدة مهدي وإنقاذ قلبه الضعيف، هي التي ودّعت منذ أيام هذا الجسد الصغير تأبى أن تقف أمام الموت عاجزةً.

يوضح خاله الخيارات التي يبحثون فيها بالقول “نحاول الوقوف على قدمينا من جديد لنستكمل معركتنا مع مهدي، وما زلنا ندرس الخيارات التي ما زالت غير واضحة تماماً. أمامنا خيار السفر إلى الهند لإجراء عمليّة رزع للقلب، والتي تبلغ تكلفتها نحو 130-150 ألف دولار، وعلينا الانتظار بين 6 أشهر حتى السنة حسب الأولوية. وهناك خيار التوجّه إلى أوروبا، ولكن المشكلة تتمثل بالفترة الزمنية الطويلة، التي قد نستغرقها قبل إجراء هذه الجراحة، حيث سيتم إدراج اسم مهدي في لائحة الانتظار”.

ويُضيف “ما زلنا نبحث ونسأل عمّا هو أفضل، لأن الوقت أثبت أنّه ليس لصالحنا، ونخاف أن نخسر مهدي كما خسرنا شقيقه جواد”.

ليس سهلاً على والدته أن تحارب كلّ هذا الوجع بمفردها، هي التي خسرت زوجها بعد حادث سير أليم منذ 4 سنوات، وخسرت ابنها اليوم في يوم عيدها ( عيد الأم). وخوفها من الوقت هو هاجسها الذي يكبر، ولا تريد أن تتجرّع كأس الموت مرّة أخرى، فقد تجرّعت مرارته المتكرّرة، وحلمها أن تؤمن المبلغ لتنقذ ابنها مهدي من شبح الموت. دموع خاله بقيت تخونه طوال الاتصال، هو الذي يقف إلى جانب شقيقته منذ وفاة زوجها، ولا يطلب سوى المساعدة التي يصعب عليه طلبها، ولكن الخيارات محدودة وما في اليد حيلة.

لمن يريد المساعدة الرجاء الاتصال على الأرقام التالية:
مصطفى الزين: 70373259
علي غصن : 03/201664

المصدر: خذله قلبه في عيد الأم… وابنها الثاني ينتظر قلباً جديداً—–مقال على موقع النهار