بيروت اليوم

المآسي للأهل والنعي للمسؤولين… اطفالنا تموت على أبواب المستشفيات والظلم والحرمان يوحدان شعب لبنان’العظيم’ من الشمال الى الجنوب

المصدر : عبير محفوظ

2000 دولار أميركي فقط لا غير كانت لتفي بالغرض… كانت لترضي المستشفى الخائفة على حقها المادي “المشروع” وليُستقبل الطفل المريض محمد وهبة (3 سنوات) في المشفى في طرابلس….

حرارته المرتفعة وارتعاشة جسمه الصغير لم ترفا للقيمين جفنا…. صرخات أمه التي تتوسل وتبكي في مدخل المشفى لم يصل صداها الى المعنيين…. فحملته جثة….

تماماً كما حملت أم الطفلة آية الطيراني (12 سنة) في النبطية جثمان ابنتها التي جمع لها الفقراء دولاراً دولاراً عسى أن يؤمنوا كلفة العملية التي كانت بحاجة اليها….

وكالعادة، تلقف المسؤولون في لبنان الخبرين بكل “حزن وأسى”…. ترقرقت الدموع في المقل الجاحظة… وسالت حزناً على وجنات لطالما بكى أمامها الأهل مستعطفين…. واذ بهم يلقونهم في مواكب العزاء…. بيان مستنكر هنا و”بوست” حزين هنالك….

“تغريدة” كئيبة لمسؤولين في وطن ينال مسؤولوه تأمينا على صحتهم وصحة عائلاتهم ما بعد بعد موتهم من جيوب المواطنين الكادحين الذين يدفعون رواتبهم الخيالية من رواتبهم الزهيدة….

جميع نوابنا ووزرائنا ومسؤولينا من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب مروراً بالبقاع والجبل ووصولا الى بيروت يسألون: الى متى الفساد؟ وهنا يقف الشعب مذهولاً كمن أصابه انفصام الشخصية: “ان كانوا هم يسألون،

فمن المسؤول؟” في يوم، قالها المفكر الدكتور علي شريعتي، “مات جاري من الجوع… وفي عزائه، نُحرت الخراف”…. ولو كان حياً بيننا اليوم، لأضاف، “ونشروا من أجله بيانات الاستنكارات وبوستات الفيسبوك والتويتات”….

كل العزاء لذوي كل فقيد مظلوم وكلنا أمل بقيامة للبنان، دولة الانسانية…

اترك ردا