بيروت اليوم

الله معك يا عريس ونيال السما فيك…كابوس حوادث السير في لبنان بدأ بـ 29 حادث سير وخسارة 3 أول 24 ساعة فقط من العام الجديد

كتب أحمد الحسن في صحيفة سفير الشمال:

من “الله معك يا عريس” و”نيال السما فيك” وصولا الى “الله يصبر اهلك”.. هذه العبارات المؤثرة وغيرها الكثير تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الحين والاخر مرفقة مع صورة لاحد الشبان اوالشابات في مقتبل العمر ذهب ضحية “غول” حوادث السير التي تحرق القلوب وتفطر وجدان الأهل.

لم يكد ينتهي عام 2018 على ارقام ضخمة أحصتها غرفة التحكم المروري التابعة لقوى الامن الامن الداخلي لحوادث السير وضحاياها وهي 4551 حادث سير أسفروا عن 496 قتيلا و 5948 جريحا ليبدأ عام 2019 على 29 حادثاً وثلاثة قتلى و35 جريحاً خلال اول 24 ساعة فقط، معلنا عن استمرار الموت المجاني لهذا الكابوس الذي على ما يبدو أن ليس له حلا في المدى القريب.

وفي مقارنة سريعة بين عامي الـ 2017 و 2018 تبين ان عدد الحوادث الى تزايد حيث سجل عام 2017: 4053 حادثا، و513 قتيلا، فيما الـ 2018 سجل 4551 و 496 قتيلا، حيث إزدادت الحوادث بالرغم من تراجع عدد القتلى قليلا (17 قتيلا)،

ما يشير الى أن ثمة أسبابا رئيسية أولها الطرقات التي تفتقر الى أبسط مقومات السلامة العامة سواء على صعيد إنتشار الحفر وإنعدام الانارة، فضلا عن غياب الوعي والسرعة الزائدة وعدم فاعلية الاجراءات المتخذة من قبل الدولة.

وكان صدر تقرير مفصل عن منظمة الصحة العالمية حول السلامة المرورية في العالم، أشار الى انه يسجل سقوط قتيل كل 24 ثانية بحادث سير في العالم وان النسبة الاكبر من الضحايا تتراوح بين عمر الـ 5 سنوات و الـ 29 سنة.

لافتا الى ان في لبنان يسقط 18 قتيلا لكل 100 الف نسمة بينما في دول اخرى متقدمة يسقط 4 أو 7 قتلى لكل 100 الف نسمة ويشكل المشاة النسبة الاكبر من ضحايا حوادث السير في لبنان بنسبة 37 في المئة.

امام هذا التقرير والارقام الصادمة المفصلة لهذه الكارثة الانسانية التي تهدد اللبنانيين، وتفقدهم أحباءهم من دون سابق انذار، يبدو واضحا أن ضحايا حوادث السير على مدار السنوات السابقة، يكاد عددهم يلامس عدد ضحايا الحروب،

ما يستدعي من الدولة أن تعمل على دق ناقوس الخطر، واعلان حالة طوارئ هدفها الحد من هذه المجزرة المستمرة، وانقاذ ما تبقى من شباب لبنان مع انطلاق عام 2019.