في ظل الفضائح الغذائية التي تتوالى فصولاً بين حين وآخر، من مواد فاسدة الى مسرطنة وغيرها، أصبحنا نعيش هاجساً غذائياً نجهل كيفية التعامل معه. يعيش المستهلك اللبناني أزمة ثقة حتى في طعامه وشرابه، هذه الأزمة ليست وليدة اليوم وإنما نتيجة تراكمات وأزمات متتالية “فعلت فعلها” في صحتنا.

لكن لا يصلح التعميم دائماً في كل شيء، وربما نحتاج الى دراسة علمية مثل هذه حتى نتنفس الصعداء قليلاً ونشعر ببعض الأمان بأن ليس كل شيء في لبنان فاسداً.

نشهد أخيراً صدور نتائج وأخبار ودراسات عدّة تتناول واقع سلامة الغذاء في العالم ولبنان، ومن بينها دراسة أعدّها طلاب وباحثون من جامعة سيدة اللويزة (NDU) والجامعة اللبنانية – الأميركية (LAU).

هدفت الدراسة إلى تقييم وعرض واقع بعض منتوجات الألبان في السوق اللبناني لناحية احتوائها لرواسب المضادات الحيوية.

إعداد هذه الدراسة حصل بفعل جهود الطالبة سوزان كبريته، وبإشراف الباحثين الدكاترة حسين حسن من الجامعة اللبنانية الاميركية وكل من كريستال بو متري وجيسي الحايك فارس وجوسلين مطر بو مصلح من جامعة سيدة اللويزة، وقد نُشرت نتائجها في مجلة Veterinary World العالمية.

ولمعرفة تفاصيلها، كان لنا حديث مع الأستاذ والباحث في سلامة الغذاء في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور حسين حسن الذي شرح لـ”النهار” مضمون هذه الدراسة قائلاً:

“قام المعنينون في فحص وتقييم نسبة ترسبات التتراسيكلين (tetracycline) والبنسلين (penicillin) في بعض منتوجات الألبان التي شملت الحليب واللبنة واللبن. 44 عينة من ماركات معروفة والأكثر استهلاكاً اختيرت، و تمّ فحصها وفق تقنية ElISA المعتمدة عالمياً.

وأكد حسن أنه “جاءت النتيجة إيجابية وجيدة لسلامة الغذاء المتعلقة بالألبان والأجبان التي فحصت وتشير الى ان بقايا المضادات الحيوية ضمن المعدل المسموح به (MRL).

في لغة الأرقام والنسب، تبين وجود ترسبات التتراسيكلين في الحليب (22 عينة) بنسبة 86% ومعدل 1،2 ميكروغرام/كلغ؛ في اللبنة (12 عينة) بنسبة 50% ومعدل 1،8ميكروغرام/كلغ؛ وفي اللبن (10عينات) بنسبة 50% ومعدل 1،8 ميكروغرام/كلغ.

هذا بالنسبة الى التتراسيكلين، أما وجود ترسبات البنسلين في منتوجات الألبان جاءت النتائج وفق الآتي: الحليب بنسبة 91%ومعدل 0،5 ميكروغرام/كلغ؛ اللبنة واللبن بنسبة 0% اي غياب لوجود ترسبات البنسلين فيهما.

اذاُ، هناك وجود لترسبات المضادات الحيوية في المنتوجات ولكنها لم تُسجل نسباً عالية وكانت ضمن المعدل المسموح به.

ولكن لماذا الحديث عن هذين النوعين من المضادات الحيوية؟ يشير حسن الى انه ” تمّ اختيار التتراسيكلين والبنسلين لأنهما الأكثر استخداماً عند المزارعين الذين يعطونها للمواشي.

جاءت هذه النتائج لتُزيل الشكوك او تكون بمثابة تطمين إلى ان واقع سلامة الغذاء في لبنان ليس دائماً في خانة “الفضائح الغذائية” وإنما أيضاً موجود في خانة “مطابق للشروط” ويتوافق مع المواصفات العالمية.

صحيح ان التوصيات تفرض مراقبة وفحص كل العينات والماركات في إطار حملة موسعة لتشمل كل المناطق اللبنانية، إلا انها شكّلت بداية مريحة تعطي مؤشرا إيجابياً وليس واقعاً مخيفاً”.

نقلا عن موقع ياصور