بيروت اليوم

الشابة الجنوبية ‘نور العيون’ (23 سنة) | قاومت السرطان بابتسامة حتى قهرها فارتقت روحها بعيداً عن الاوجاع.. وحيدة أهلها رحلت…

المصدر : عبير محفوظ-محمد نور محفوظ

أسماها أهلها “نور العيون” وهكذا كانت… ولدت لتزين حياتهم وتنير منزلهم الدافئ الذي احتضنها مع أشقائها الذكور الثلاثة، لتكون لهم نعم الأخت الحنون، الصديقة العطوف، ورفيقة الدرب… كان أريج الغبطة يفوح كلما مرت بهم…

حتى أصابها “الخبيث”، فظن أنه مُنازِلها، وظن أنه سيخطف عن ثغرها البسمة الرقيقة، فقاومته حتى الرمق الأخير، بثت الفرح في كل من جاء ليواسيها، ثم رحلت على عجل كملاك من نور…

قبل حوالي السنتين، أحست الشابة نور العيون حسين عبيد (21 سنة حينها، من بلدة مروحين الجنوبية وسكان بيروت) بصداع مريب في رأسها، وتم تشخيص حالتها بـ”ورم خبيث” لا بد من استئصاله.

وكما وصفت هي في احدى كتاباتها عن “رحلة أمل”، “تم الولوج داخل جمجمتي التي خبأت داخل ثناياها عن قصد او غير قصد جبل خبيث تم استئصاله قبل أن ينثر حممه الملتهبة في كل حدب وصوب”.

كان الخبر صاعقاً على عائلتها وجميع من أحبها…. والديها وأشقائها الثلاثة، أصدقائها وأقاربها… ولكنها كانت أقوى من المرض وأقوى منهم جميعاً… ما غابت البسمة عن محياها، فيتفاجأ بها من جاء ليواسيها…

تلك الشابة الرائعة التي ما زادها المرض الا ايماناً بالله عز وجل ورضا بقدره… وما زادت نيران العلاج الكيميائي جسدها النحيل الا رونقاً وجمالاً، على حد وصفها…

زارت “نور العيون” مكة، وكانت هناك لله أقرب، ولا أحد يدري ما أسرت لله في سجودها وطوافها، إلا أنها حتماً شكرت الله وحمدته على جزيل الصبر والثبات الذي أغدق عليها بهما…

وحتى الساعات الأخيرة، يؤكد المقربون من “نور” في حديث لـ”يا صور” أن ايمانها بالله وحبها لعائلتها كانا سلاحها الذي لم يهزمه “الخبيث”…

يوم الجمعة، وريت الفقيدة الثرى في بلدتها مروحين الجنوبية… شيع الأحبة الشابة “الصابرة” كما دائماً ما كانوا ينادونها… دفن جسدها الغض الذي قاوم السرطان بابتسامة ، لتولد ماساة أليمة في قلوب من أحبوها ولم يستوعبوا بعد هول الظلام الذي حل بغيابها…