بيروت اليوم

الرئيس بري لأول مرة | قطبة مخفية لها علاقة بالانسحاب الأميركي وراء عرقلة الحكومة

المصدر : الانباء ـ عمر حبنجر

خطفت الغارات الاسرائيلية على ريف دمشق الغربي الليلة قبل الماضية اهتمام اللبنانيين بالحكومة كونها تأتي بعد عاملين متباعدين: وصول صواريخ «اس 300» الروسية الى سورية وانسحاب الاميركيين من شمال سورية، ويضاف الى هذين العاملين تدمير ما تقول اسرائيل انها انفاق لحزب الله عابرة للحدود الجنوبية،

والعودة الى قصف اهداف ايرانية، واجتماع لقادة حزب الله في سورية من فوق الاراضي اللبنانية لا على الاراضي اللبنانية، ربما لأنها قد تكون الاقل كلفة عسكريا وديبلوماسيا، مما لو وجه بنيامين نتنياهو، المقبل على انتخابات مبكرة، طائراته المغيرة الى غزة او جنوب لبنان.

واللافت ايضا انها اتت بعد اسقاط طهران احد ابرز شعارات ثورتها بنفي وزير خارجيتها محمد جواد ظريف مناداة قادتها بتدمير اسرائيل، وكأن المطلوب من طهران اكثر.

اوساط اعلامية قريبة من حزب الله نفت وجود اجتماعات قيادية للحزب مع اللواء قاسم سليماني استهدفتها الطائرات الاسرائيلية، وقالت ان سليماني موجود في طهران للمشاركة بتشييع رئيس مصلحة تشخيص النظام،

واعتبرت الاوساط ان الغارات الاسرائيلية ضد مواقع داخل محيط العاصمة السورية رسائل مرتبطة بالانسحاب الاميركي من شمال سورية، وهي لامت الصمت اللبناني حيال اجراء القصف من الاجواء اللبنانية، حيث كان على الجيش اللبناني ان يتصدى للطائرات حتى بالاسلحة التقليدية.

الى ذلك، ذكرت وكالة «سبوتنيك» الروسية نقلا عن وزارة الدفاع الروسية ان القصف الاسرائيلي تزامن مع هبوط طائرتين مدنيتين في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، وان المضادات السورية أسقطت 14 من اصل 16 صاروخا اطلقتها اسرائيل.

حكوميا، الافق مسدود تماما، وحديث الوسط السياسي لا يتعدى تبادل الاستنتاجات حول من عناهم الرئيس ميشال عون في بكركي «ممن يسعون لخلق تقاليد واعراف جديدة» في موضوع تشكيل الحكومة،

فالرئيس السابق العماد ميشال سليمان تساءل عما اذا كان المطلوب انعقاد القمة الاقتصادية العربية في بيروت من دون حكومة لافقار اللبنانيين.

واضاف امام معايديه بالميلاد معلقا على تصريحات الرئيس ميشال عون في بكركي: لقد كنت اول من عانى من تخطي الاعراف الدستورية، حيث واجهت خلال ولايتي الرئاسية كل المحاولات للقفز فوق الاعراف المتبعة في تشكيل الحكومة.

بدوره، توجه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي الى الرئيس عون قائلا: بكلامك في بكركي، وضعت الاصبع على الجرح عندما قلت ان البعض يخلق تقاليد جديدة في تأليف الحكومة، لم نألفها سابقا، ونحتاج بعض الوقت لايجاد حلول لها، وقال: لا احد يضع شروطا على الرئيس المكلف،

لافتا الى ان ازمة تشكيل الحكومة هي ازمة في تطبيق النظام لا ازمة نظام، مشيرا الى ان السؤال الاكثر تداولا حول كلام الرئيس عون: من المقصود بالوقوف وراء تغيير التقاليد والاعراف؟ وما المدة الزمنية الجديدة المطلوبة؟

الرئيس نبيه بري اسف للجمود الحاصل، وقال انه لا يريد تحميل المسؤولية لاحد، لكن لا اتصالات حتى الآن من جانب المعنيين بتشكيل الحكومة، رئيس المجلس تحدث امام نواب امس لاول مرة عن قطبة مخفية خارجية لها علاقة بالانسحاب الاميركي من سورية والاعتداءات الاسرائيلية وصفقة العصر.

رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على صمته، ومصادر قريبة من تياره اوضحت لـ «الأنباء» امس ان المشكلة عند الطرف الآخر، تنازلنا كثيرا، وكفانا، الموضوع عند الطرف الآخر، لا مبادرات من جانبنا ولا سوى ذلك.

في غضون ذلك، كشف الاعلامي علي حجازي القريب من حزب الله سبب خروج اللقاء التشاوري المدعوم من حزب الله من مرشحه للوزارة جواد عدرا بعد تبنيه من الرئيس نبيه بري والآخرين، حيث ابلغ قناة «الجديد» بان عدرا تردد كثيرا في لقاء اعضاء اللقاء التشاوري متمسكا باعتباره ضمن حصة رئيس الجمهورية،

لكن القشة التي قصمت ظهر البعير تمثلت في اعلانه بصراحة وردا على سؤال طرحه عليه النائب فيصل كرامي رفضه التصويت الى جانب المقاومة، في كل موضوع يتناولها في مجلس الوزراء، الامر الذي اوجب تخلي اللقاء التشاوري عنه.

وفي الخلاصة، لا حكومة ـ كما تقول المصادر ـ حتى يتراجع المعنيون الى حدود المسؤولية الصادقة بعيدا عن لعبة الكشاتبين السياسية الحاصلة، وفي تقديرها ان لبنان يدفع ثمن الانسحاب الاميركي من شمالي سورية والتأزم في العراق وترديات الاوضاع في اليمن.

وعلى صعيد التظاهرات السيّارة التي دعت اليها مواقع التواصل الاجتماعي عصر امس، فقد اصدر الجيش بيانا اكد فيه انه لن يتهاون مع اي محاولات تستهدف اثارة اجواء الفتنة والفوضى في البلاد.

ودعت قيادة الجيش اللبناني اللبنانيين الذين يعتزمون النزول في تظاهرات شعبية والتعبير عن رأيهم بشكل سلمي ألا يتعرضوا الى حياة الآخرين وتحركاتهم على الطرق،

مشيرة الى ان حرية التعبير والتظاهر السلمي وحرية الاعلام المسؤول مقدسة لديها ضمن الاطر القانونية، وان مهمة الجيش الاساسية هي حماية المؤسسات الدستورية والممتلكات العامة والخاصة وامن المواطنين وسلامتهم.

وشددت قيادة الجيش على انه لن يتم التهاون مع اي مخل بالامن او مندس بين المتظاهرين يعمل على تغيير التحركات والتظاهرات عن مسارها الحقيقي بهدف النيل من هيبة القوى الامنية واثارة الفتنة والفوضى في البلاد.

اترك ردا